لأسماء رسم أصبح اليوم دارسا

لِأَسماءَ رَسمٌ أَصبَحَ اليَومَ دارِساً

وَأَقفَرَ مِنها رَحرَحانَ فَراكِسا

فَجَنبَي عَسيبٍ لا أَرى غَيرَ ماثِلٍ

خَلاءً مِنَ الآثارِ إِلاّ الرَوامِسا

لَيالِيَ سَلمى لا أَرى مِثلَ دَلِّها

دَلالاً وَأُنساً يُهبِطُ العُصمَ آنِسا

وَأَحسَنَ عَهداً لِلمُلِمِّ بِبَيتِها

وَلا مَجلِساً فيهِ لِمَن كانَ جالِسا

تَضَوَّعَ مِنها المِسكُ حَتّى كَأَنَّما

تَرَجَّلُ بِالرَيحانِ رَطباً وَيابِسا

فَدَعها وَلَكِن قَد أَتاها مَقادُنا

لِأَعدائِنا نُزجي الثِقالَ الكَوادِسا

نَشُدُّ بِتِعطافِ المُلاءِ رُؤوسَنا

عَلى قُلُصٍ نَعلو بِهِنَّ الأَمالِسا

بِجَمعٍ يُريدُ اِبنَي صُحارٍ كِلَيهِما

وَآلَ رُبَيدٍ مُخطِئاً وَمُلامِسا

عَلى قُلُصٍ نَعلو بِها كُلَّ سَبسَبٍ

تَخالُ بِهِ الحِرباءَ أَشمَطَ جالِسا

سَمَونا لَهُم سَبعاً وَعِشرينَ لَيلَةً

نَجوبُ مِنَ الأَعراضِ قَفراً بَسابِسا

فَبِتنا قُعوداً في الحَديدِ وَأَصبَحوا

عَلى الرُكُباتِ يَجرُدونَ الأَيابِسا

فَلَم أَرَ مِثلَ الحَيِّ حَيّاً مُصَبَّحاً

وَلا مِثلَنا لَمّا اِلتَقَينا فوارِسا

أَكَرَّ وَأَحمى لِلحَقيقَةِ مِنهُمُ

وَأَضرَبَ مِنّا بِالسُيوفِ القَوانِسا

وَأَحصَنَنا مِنهُم فَما يَبلُغونَنا

فَوارِسُ مِنّا يَحبِسونَ المَحابِسا

إِذا ما شَدَدنا شَدّةً نَصَبوا لَها

صُدورَ المَذاكي وَالرِماحَ المَداعِسا

إِذا الخَيلُ جالَت عَن صَريعٍ نُكِرُّها

عَلَيهِم فَما يَرجِعنَ إِلّا عَوابِسا

نُطاعِنُ عَن أَحسابِنا بِرِماحِنا

وَنَضرِبُهُم ضَربَ المُذيدِ الخَوامِسا

وَكُنتُ أَمامَ القَومِ أَوَّلَ ضارِبٍ

وَطاعَنتُ إِذ كانَ الطِعانُ تَخالُسا

فَكانَ شُهودي مَعبَدٌ وَمُخارِقٌ

وَبِشرٌ وَما اِستَشهَدتُ إِلّا الأَكايِسا

مَعي اِبنا صُرَيمٍ دارِعانِ كِلاهُما

وَعُروَةُ لَولاهُم لَقيتُ الدَهارِسا

وَمارَسَ زَيدٌ ثُمَّ أَقصَرَ مُهرُهُ

وَحُقَّ لَهُ في مِثلِها أَن يُمارِسا

وَقُرَّةُ يَحَميهِم إِذا ما تَبَدَّدوا

وَيَطعَنُهُم شَزراً فَأَبرَحتَ فارِسا

وَلَو ماتَ مِنهُم مَن جَرَحنا لَأَصبَحَت

ضِباعٌ بِأَكنافِ الأَراكِ عَرائِسا

وَلَكِنَّهُم في الفارِسِيِّ فَلا يُرى

مِنَ القَومِ إِلّا في المُضاعَفِ لابِسا

فَإِن يَقتُلوا مِنّا كَريماً فَإِنَّنا

أَبَأنا بِهِ قَتلاً يُذِلُّ المَعاطِسا

قَتَلنا بِهِ في مُلتَقى الخَيلِ خَمسَةً

وَقاتِلَهُ زِدنا مَعَ اللَيلِ سادِسا

وَكُنّا إِذا ما الحَربُ شَبَّت نَشُبُّها

وَنَضرِبُ فيها الأَبلَخَ المُتَقاعِسا

فَأُبنا وَأَبقى في رِماحِنا

مَطارِدَ خَطِّىٍّ وَحُمراً مَداعِسا

وَجُرداً كَأَنَّ الأُسدَ فَوقَ مُتونِها

مِنَ القَومِ مَرؤوساً وَآخَرَ رائِسا