أخجلت يا ورد خدود الحسان

أخجلْت يا ورد خدود الحسان

فاحمرّ منها ناضرُ كالدّهانْ

ورُعْت يا فُل عيون المهى

فأطرقت تطلب منك الأمان

وزمّتْ الغيدُ شفاها لها

لمّا انجلى ثغرك يا أقحوان

ومالت القامات غضبانةً

لما أنثنى في روضة غصنُ بان

وأين شدْو الطير في مزهِرِ

من مزهرٍ تشدو عليه القيان

فالورد ما احمرّت له وجنةٌ

من ريبةٍ حاشا لورد الجنان

والأقحوان الغضّ لم يبتسمْ

خبّاً ولم يدنس بمين اللسان

وقامة الأغصان لم يثنها

كبر ولم يعطف بهن افتتان

وذاك صدّاحٌ أهازيجه

لا تٌشترَى بالتبر أو بالجُمان

لا يحرم الماهن من لحنه

ما يسمع العاهل ذو الصولجان

ما أحسن الحسن وأحسن به

من زينةٍ للناس لولا الحِسان