هل يسمعون سوى صدى الكروان

هل يسمعون سوى صدى الكروانِ

صوتاً يرفرف في الهزيع الثاني

من كلِّ سارٍ في الظلام كأنَّه

بعضُ الظلام تُضلُّه العينانِ

يدعو إذا ما الليل أطبق فوقه

موجُ الدياجر دعوةَ الغرقان

ما ضرَّ مَن غنَّى بمثل غنائه

أنْ ليس يبطش بِطشة العِقبان

إنَّ المزايا في الحياة كثيرة

الخوف فيها والسَّطا سيان

يا مُحييَ الليل البهيم تهجُّدًا

والطير آوية إلى الأوكان

يحدو الكواكب وهو أخفى موضعاً

من نابغ في غمرة النسيان

قلْ يا شبيهَ النابغين إذا دُعوا

والجهل يضرب حولهم بجران

كم صيحة لك في الظلام كأنها

دقات صدر للدُّجُنَّة حانِ

هُنَّ اللغات ولا لغات سوى التي

رُفعت بهن عقيرة الوجدان

إنْ لم تقيِّدْها الحروفُ فإنَّها

كالوحي ناطقةٌ بكلِّ لسان

أغنى الكلام عن المقاطع واللُّغى

بث الحزين وفرحة الجذلان