ألا أيها الحادي لذاك الحمى سر بي

ألا أيها الحادي لذاك الحمى سر بي

فأهل الهوى قومي وجيرانُه سربي

لقد لذ لي في مروة الحب والصفا

إلى وصلهم سعي وقد طاب لي شربي

وعندي إلى تلك الوجوه صبابة

أزيل بها ما أوهمت لبسة الترب

وياويح عشاق الملاحة في الهوى

يحيرون بين الشرق للشمس والغرب

ومحبوبهم لا زال فيهم مخالفاً

إذا جنحوا للسلم يجنح للحرب

رضيت بوصل الروح للروح غيبة

ولم أرض في وقت اللقا نفرة العزب

أرى القرب في البعد الذي يقتضي الوفا

بعهد الهوى خيرا من البعد في القرب

وألقيت جسمي في ديار بعيدة

عن الحب حيث الروح مقضية الأرب

وصعب الهوى سهلٌ إذا كثر الرجا

وأنواع أفراح به شدة الكرب

وما القلب إلا موضع الفقد واللقا

وما الجسم إلا للمواجيد كالدرب

ومن جهل المحبوب فالضرب موجع

له ومتى يعرفه يلتذ بالضرب

ألا هكذا في النار حال أولي الشقا

غداً بعد تحويل الحجاب عن الرب

ويومئذ معناه يوم قيامة

ويوم خلود بعده وهو للذرب

وحك يد الجرباء يدمى قروحها

وتلتذ منه النفس في الأنفس الجرب