إنني قد شفني السقم

إنني قد شفني السقمُ

ووجودي فيكمو عدمُ

فالبقا يا سادتي لكمُ

أنتم المقصود لا العلَمُ

وأهيل الحيِّ قد علموا

ليت دمعي حين أَرسلَهُ

ذكرُكم بالقرب أَوصلَهُ

وفؤادي شفه الولَهُ

كيف اخفى والغرام لهُ

شاهدانِ الدمع والسقمُ

لم أزل بالله في هممِ

في وجود كنت أو عدمِ

فإلى كم مقتضى ألمِ

يا أصيحابي بذي سلَمِ

مَن أصيحابي وما السَلَمُ

فنيت رويحي بلا مهَلِ

مثل برق لاح في طللِ

يا أخلائي بلا عذَلِ

أنا عني اليوم في شغلِ

فاذكروني إن نسيتكمُ

قد تساوى بالصفا كدري

وحبيبي غير مستترِ

فاشهدوا يا سادتي أثري

وأشيعوا في الحمى خبري

وأذيعوا السر واكتتموا

صرتُ في الأعتاب مرتميا

وإلى الأحباب منتميا

وإذا ما كنت مهتديا

لا يراني الحب منثنيا

بعد ما لاحت ليَ الخيمُ

عالم الدنيا دجى ظلمِ

نوره حق لمفتهمِ

كم وجود لي وكم عدمِ

كنت قبل اليوم في حُلُمِ

وتقضَّى ذلك الحُلُمُ

ما لأشواقي لكم سببُ

فالورى نائي ومقتربُ

ساكن حالي ومضطربُ

فزماني كله طربُ

دونه الأوتار والنغمُ

شق روحي غيم جثتهِ

وبدا في نور نشأتهِ

واختفى كوني بظلمتهِ

وحبيبي من لبهجتهِ

أنا والأشواق نحتكمُ

يا هنا قلبي ويا طربي

وانعدامي ليس بالعجب

لاح نوري واختفى حجبي

كلما وليت يقبل بي

وإذا قطَّبتُ يبتسمُ