بنغمة العود لاح لي أثر

بنغمة العود لاح لي أثرُ

أفهمني أن كلنا صورُ

فقلت لما تبدت العبرُ

حدِّث عن الوتر أيها الوترُ

من فاته الخُبر سره الخبرُ

يا عود كم أنت أسر وسوسةٍ

رقق لنا الصوت في مؤانسةٍ

عن حالة في الهوى مؤسسةٍ

وهات عن ليلة مقدسةٍ

طابت فعندي جميعا سحرُ

سري بك الآن قد غدا علناً

ومن غرامي أثرت مكتمناً

طب نغمة لي ومسمعاً حسناً

وقل كما شئت أن لي أذناً

تتلى عليها بلحنك السورُ

منك ضلوعي قد ذاب أجمعها

ومقلتي تستهل أدمعها

والأذن مني غناك يصدعها

مصغية للحبيب يسمعها

آيات حق لم تسمع البشرُ

هاجت لشوقي صبا يمانيةٌ

ومهجتي للهوى معانيةٌ

قلت وأعوادنا مدانيةٌ

يا وتراً حركته غانيةٌ

لا وأبي ليس ذاك ياوترُ

طنبورنا قد عشقت نغمتَهُ

ولست أنسى الغداة رنتَهُ

كم قلت لما شهدت بهجتَهُ

قد أودع الوتر فيك حكمتَهُ

فمنه لا منك تطرب الفطرُ