بنى الكل ثم لهم قد هدم

بنى الكلَّ ثم لهم قد هدَمْ

وجود له صورٌ من عدَمْ

تجلَّى فلا شيء غير الذي

أحاط به علمه من قدم

وذاك تقاديره الفانيات

فمنها ملوك ومنها خدم

إحاطته حسبوها لهم

وجوداً وهم أسر لحم ودم

فلو عرفوا ما بهم من فناً

لفازوا وكان ثبوت القدم

ولكنهم جهلوا أنفساً

لهم فانيات فحل الندم

وبالموت يدرون أحوالهم

ويدرون ما قد بنوه انهدم

وينكشف الأمر أن الذي

بنوه الوجود لهم وانعدم

وعادوا كما ابتدئوا أولاً

مع الله لا شيء هم وانختم