ذات تبدت في بديع حلاها

ذاتٌ تبدَّت في بديع حُلاها

مخفية عمن يكون سواها

وحياةِ من بجمالها نتباهى

إن التي ملأ الوجود هواها

أصبحت مشغوفاً بمن سوّاها

هي ذات وجه تنجلي في حضرةٍ

للعاشقين بها الهيام بنظرةٍ

قال الحجى لا بد لي من نفرةٍ

فلقد تجلت لي بأحسن صورةٍ

فيها ولم يكن الوجود سواها

أنا لم أزل بين الورى أزهو بها

وأمد باعي في تناول قربها

وأقول مع سكرى بخمرة حبها

من أعجب الأشياء محو محبها

عند الشهود بعرشها وعماها

ذاتي التي هي في الوجود جديدةٌ

كم مغرم أشقته وهي سعيدةٌ

إني أنا حلل لها معدودةٌ

لطفت عن التشبيه فهي فريدةٌ

فيما جلته لنا وفي معناها

يا للهوى من غادة بدويةٍ

حضرية وهي التي في خفيةٍ

حرنا فلم نرها بغير منيةٍ

مع أنها في صورة جسديةٍ

وتَعُزُّ أن تُعْزَى لمن أبداها

نحن الشخوص نلوح في مرآتها

وهي الوجود لنا بحسن صفاتها

أواه واويلاه من فتكاتها

حجبت بصورتها حقيقة ذاتها

فمماتها في صورها محياها