ربنا الله ذلك المتعالي

ربنا الله ذلك المتعالي

عن جميع الأشباه والأمثالِ

عزَّ في ملكه وجلَّ فصارت

عنه معقولةً عقول الرجال

لا بذكرٍ يدرونه أو بفكر

أو بوهم ولا خطور ببال

فهو غيب كل الورى سبَّحتْه

بتصاويرها وبالأشكال

وهو مع ذاك التنزه بادٍ

يتجلى بسافل وبعالي

وقريبٌ للشيء من كل شيء

وبعيدٌ بعزة وجلال

حركات الجميع مع سكنات

كلها منه عنه في كل حال

ما لشيء سواه تأثير فعل

أبداً غير نسبة الأفعال

عرفته به أولوا العلم منا

بعد محو النفوس باضمحلال

حيث لم يتركوا لهم فيه دعوى

أثر من تحرك أو مقال

وله أسلموا به فرأوه

فاعلاً عين فعلهم بالتوالي

ولهم محض نسبة الفعل أبقى

للعبودية التي للكمال

كلَّفتهم أحكامه أن يروها

فهي منهم له على الإجمال

ظاهر عندهم بهم وهو عنهم

باطن غائب بغير زوال

فهو من حيث ذاته في خفاء

وهو من حيث وصفه في تلالي

واتصال لهم به حيث عنه

وجدوا ثم هم به في انفصال