ربنا من لطفه لا يدرك

ربنا من لطفه لا يدركُ

حار من وحَّده والمشركُ

أول الخلق له الروح وقل

نفس الرحمن عن أمر يَكُ

مثل لمح البصر الأمر بدت

روحنا عنه به تنسبك

فاعلموها علم ذوق تعرفوا

ربكم إن رمتمو أن تسلكوا

وابتدا كل كثيف هي من

لطف باريها كثيف درمك

ولهذا الروح لا تدركه

هل كثيف للطيف يدرك

إنما تشهده في فعلها

وهو فيها ظاهر مشتبك

جل عنها وتعالى عدم

في وجود قط لا يحتبك

صور يجلى بها خالقنا

فنراه جل من لا يترك

كل عقل عاجز بالطبع عن

دركه حاروا به والتبكوا

لن ينالوه بتقواهم وإن

زاد منهم صدقهم والنسك

يا أخا العرفان هذا قمر

في سماء الغيب هذا ملك

وهو ورح سابح في بحره

مثل ما يسبح فيه السمك

ثم عنه صدرت كل الورى

والسموات العلى والفلك

ونجوم سبحت في أفقها

ولها في كل آن حبك

والنهارات المضيئات التي

إن مضت تأتي الليالي الحلك

واختلاف الناس في أحوالهم

ناشئٌ عنها نجوا أو هلكوا

والعقول المستمدات بها

لاقتناص الغيب هنَّ الشبك

كل هذا واحد في نفسه

وكثير سالموا أو فتكوا

وهو روح وهو نور المصطفى

خلقوا منه فلا ترتبكوا