صدقت عباد الله أسماؤه الحسنى

صدقتَ عبادُ اللهِ أسماؤُه الحسنى

تجلَّى بهم كالشمس في القمر الأسنى

نوابتُ أعيانٍ بلا جعْل جاعلٍ

قديمة عهد لا وجود لها يفنى

وهاتيك معلوماتُ علم إلهِنا

به كاشفٌ عنها قديماً كما قلنا

مرتبةٌ أعيانُها هكذا على

نظامٍ تراه في ثلاثٍ وفي مثنى

ونور التجلي من قديم يعمُّها

على حسب الترتيب فيهن والمبنى

وذاك وجودٌ مطلقٌ متوجه

عليها يسمى الوجه أوجد أو أفنى

فيظهر بالترتيب من علمه الورى

وتنكشف الأشياء شأناً به شأنا

وما الكل إلا حادثٌ عندنا به

قديم عديم عنده قط ما كنا

وما ظاهر إلا الوجود بكلهم

مقام يسمى قاب قوسين أو أدنى

ألا نحن أهل الله ما بيننا انتفت

إضافة أهل بالفنا هكذا أنّا

ورثنا رسول الله علماً محققاً

لتنزيل قرآن لدينا بنا منا

ألا إن أهل الجنة الغافلون إن

على الصدق في الإيمان دانوا كما دنّا

وفي شغل عن ربهم أهل جنة

كما الله في القرآن أسمعه الأذنا

وهم يتقون الله مع جهلهم به

إذا جانبوا التأويل والمذهب الأدنى

فخذ لب هذا الأمر واترك قشوره

لقوم به هم قانعون وجنّبنا

ولا تحتفل بالتابعين عقولهم

ودعهم يقولوا ما يقولونه ظنا

كما أنكروا توحيدنا بجهالة

وصاروا علوم الله ينفونها عنا

ونحن ملأنا الكون علماً بربنا

فلا منشدٌ إلا بأبياتنا غنى

وقد جاء في القرآن عن مثلهم فلا

نقيم لهم يوم القيامة أيْ وزنا

وحيَّ على ما قلتُه لك يا فتى

تجد علم أهل الله والمورد الأهنى

وحقق معاني ما ذكرت وقل به

وإلا فسلم واترك اللفظ والمعنى

وإياك إياك الجحود فإنه

هو الكفر عند الله في حكمه الأسنى

وإن كان في الدنيا نسميه مسلماً

لما أنه بالشرع قد دخل الحصنا

تمسك بآيات الكتاب فإنها

هي الحبل حبل الله والظهر والبطنا

وقل بعد هذا الله ألله لا سوى

بذات وأوصاف وأسمائه الحسنى

ستذكر يوما ما أقول فلا تضع

زمانك فيما ليس يعنيك واتبعنا