ظهرت يا نور والسوى عدم

ظهرت يا نور والسوى عدمُ

فأشرقت من ظهورك الظلمُ

وبان سرُّ الحدوث في صور

بها عليها تلبَّس القدم

وموج بحر الوجود مختلف

وهو الكتاب المبين والكلم

لنا إلى الحق نسبة ظهرت

بها يكون النعيم والألم

يا أمة النور هذه رتب

تبدو بها الذات ثم تنكتم

نحن وأنتم وأنتما وهما

وهن وهو الجميع قل وهم

وليس إلا الوجود صادرة

شئونه عنه منه تنقسم

وجهٌ له باعتبارها ويدٌ

كذاك عينٌ وصورة وفم

وكل ما جاءت النصوص به

والحكْم منه اقتضاه والحكم

قف عندها يا حجاب حضرتها

مدادها عنه أنت مرتسم

وكن بها لا بغيرها ولها

لا لسواها يزول منبهم

واعلم بأن الوجود ها هو ذا

وما سواه فإنه عدم

يكشف عن ذاته ويظهرها

له ويعطيك غيره الوهم

وهو على نفسه به وله

يكتبنا فوق لوحه القلم

وليس فيما مضى وما هو في

مستقبل غيره هم التهم

الله الله يا موحده

فإنه محسن ومنتقم

وكن له خائفاً ومرتجياً

تمضي البلايا وتقبل النعم

ولا تجد غيره تجده به

فغيره الجهل منك واللمم

من ذل للغير فهو عابده

وذلك الغير عنده صنم