ظهر الوجود بسائر الأشياء

ظهر الوجود بسائر الأشياءِ

متجلياً جهراً بغير خفاءِ

والكل فيه هالك قد قال إل

لا وجهه الباقي عظيم بقاء

واعلم بأنك لا ترى منه سوى

ما أنت رائيه من الأشياء

إذ أنت شيء هالك في نوره

والنور يحرق حلة الظلماء

إن الوجود عن البصائر غائب

من حيث ما هو ظاهر للرائي

لا تدرك الأبصار منه سوى السوى

وهي الحوادث جملة الأفياء

والفيء يكشف أن ثمة شاخصاً

متحكماً فيه بغير مراء

فاحذر تظن بأن ما أدركته

ذاك الوجود وكن من العلماء

فجميع ما أدركته الموجود لا

هو ذا الوجود الحق ذو الآلاء

إن الوجود الحق عنك ممنع

في عزة وترفع وعلاء

وجميع ما أدركته هو حادث

فان وأنت كذاك رهن فناء

لكنه بك قد تجلى ظاهراً

وبسائر الأشياء باستقصاء

فرأيته من حيث لم تعلم به

وعلمته في رتبة الأسماء

فعلمت رتبته وأنت لذاته

راءٍ وتنكر أنت أنك رائي

إذ لم تكن تعلمْ به من حيث ما

هو في تدانٍ للورى وتناء

ولقد أتى هو ظاهر هو باطن

فافطن له في محكم الأنباء