عجبت من شيئين قد أجمعت

عجبت من شيئين قد أجمعت

عليهما كل عقول الأنامْ

فالأول المعدوم من كل شَيْ

أزال عنه الله وصف انعدامْ

فصار موجوداً وأضحى له

وصفَ وجودٍ ظاهرٍ للعوام

فاعجب لموصوفٍ هو المنتفي

ووصفه الثابت دون انبهام

بمن ترى الوصف غدا قائماً

تحققوا يا قوم هذا الكلام

والآخر الحق الوجود الذي

قَدَّر كل الخلق بالإنتظام

كيف بمعدوماته قد غدا

متصفاً والعقل فيها إمام

حتى بدا التنزيه عنها به

واحتاج هذا الأمر للإختصام

وإنما القهار وهو الذي

أفعاله تجرى بحكم المرام

فيطلع العقل على ما يشا

من المعاني عن ضيا أو ظلام

تصرُّفاً منه به كيفما

أراد لا عتبٌ كما لا ملام