عليك بروحك السر الإلهي

عليك بروحك السرِّ الإلهي

إلى كم أنت عن ذا السر لاهي

أتطلبه وروحك أمره قد

أتاك عن السوى لك منك ناهي

فبينك لو عرفت وبين رب

قديم جلَّ روحُك فادرِ ما هي

وجسمك دون قدرِك وهو فانٍ

به المفتون أنت وفي تلاهي

وروحك يا ابن آدم ليس تفنى

وتلك لك البقاء بلا تناهي

هي البرق اللموع خلا ببيت

بنته بالتراب وبالمياه

وهدم البيت معلوم فعجل

بكشفك عنك هذا البيت واهي

ولا تحسب بأنك أنت جسم

فإنك غافل عن أنت ساهي

وأنت الروح وهي عليك جاءت

ملبسة من الأمر الإلهي

فحقق صورة لك أنت فيها

تجدها الروح حمراء الشفاه

يصورها الذي هي في يديه

كما قد شاء في ذلٍّ وجاه

وفي مرض وعافية وحسن

وقبح فاتصف بالإنتباه

ألا فاقرأ له الخلق اكتفاءً

به والأمر يا ذا الإشتباه

فجسمك خلقه والروح أمر

له فافهم بفهم منه باهي

وجسمك فاعطه حقاً بشرعٍ

ومنه على الثرى وضع الجباه

وحق الروح أخلاق حسان

ونحو الحق تحقيق اتجاه

وقم بأوامر التكليف واترك

بإخلاص له كل المناهي

تجد فيه الترقي كل وقت

وللذكرى تنبهك الملاهي

فإن حققته وتركت حكماً

عليك له دفعت إلى الدواهي

ولم يحفظ عليك الوقت حتى

يضلَّك بالمعاند والمضاهي

ومن يفرق ولو من بعد جمع

عليه آمر يدعو وناهي

وروح النفخ منه ومن عداه

فيلحق بالبهائم والشياه

وأما الإحترام فذاك شيء

به أبداً يصير القلب زاهي