كيف يا قوم يوصف المخلوق

كيف يا قوم يوصف المخلوقُ

بوجود وأصله ممحوقُ

عدم كله وقد قدَّرته

أزلاً قدرةٌ عليه تحوق

فهو شأن مقدر من قديم

لم يكن للوجود فيه طريق

ولقد جاءت النصوص بهذا

في كتاب وسنة ذا مسوق

وإذا كان هكذا الأمر قل لي

كيف وصف الوجود فيه يليق

والذي بالوجود يوصف ماذا

أين يا عقل أنت والتحقيق

فإذا الخلق قيل نفس وجود

لا بوصف الوجود ذا مرموق

قلت إن الوجود في كل شيء

واحد كلهم به مطروق

طبق ما قيل أنه هو جنس

وهو للإشتراك فيه يسوق

وَلْيَكُ الفرق ظاهراً بذوات

وشخوص سوى الوجود تروق

وإذا كانت الذوات وجوداً

وكذاك الشخوص زالت فروق

وغدا الكل واحداً ومحال

ذاك في العقل ليس فيه وثوق

فافهموا يا عقول ذا القول وادروا

وادركوا ما ترونه واستفيقوا