لبسنتني مليحة الغيب مرطا

لبسنتني مليحة الغيب مِرطا

وبها قد تعلق القلب قرطا

ذات وجه يلوح من خلف ستر ال

شيء فهو المكشوف وهو المغطّى

حسنه أدهش العقول فحارت

أخذ الكل بالظهور وأعطى

يتجلى وتارة يتحلى

فنرى في الوجود قبضاً وبسطا

نظم العالمين عقدَ لآل

أمره لا يزال للعقد سمطا

من رآه أصاب فيما رآه

والذي قد رأى السوى فيه أخطا

هو شمس وما سواه ظلال

وهو بدر لظلمة الغير غطى

أحكم الأمر فهو بالحكم باد

في جميع الشئون حَلاً وربطا

يا قريب اللقا بعيد التجافي

لِمْ توافي رهطاً وتهجر رهطا

نحن هدنا إليك ممن سواك ال

آن فاجعل لنا من الأمر قسطا

وتدارك نواظراً وقلوباً

أعجمتها الأوهام شكلاً ونقطا

إنما أنت أنت والحكم شيء

منك وهو الجميع عدَّاً وضبطا

دخل القلب دير عشق سُليمى

يحتسي من لقائها الإسفنطا

فرأى ثم نسوةً طالعات

من بحار الجمال يسكنَّ شطا

ناظرات من الظبا بعيون

ناعسات من البواتر أسطى

في قدود كأنهن رماح

جعلت قتل من بها هام شرطا

كل هيفاء ينفخ الطيب منها

كيف كانت تجول رفعاً وحطا

أمر الله أن تطاع بحسن

راسم بالغرام في القلب خطا

بدر تمٍّ على قضيبٍ تثنّى

في كثيبٍ بها عن المشي أبطا

هي شمس الضحى وبدر الدياجي

قد فنينا بها رضاء وسخطا

ثغرها بث عن صحيح البخاري

وأنا مسلم وقلبي موطَّا

إن عبد الغنيْ لها الآن اسمٌ

لقطته حواضنُ الكون لقطا

فهي طيف الخيال في نور طه

سيد الرسل كاشط السر كشطا

فعليه الصلاة منه وآل

وصحاب ما الريح صافح خمطا

أو تغنَّى على الأراك حمامٌ

وسرى بارقُ الحمى يتمطَّى