لقد نظرت قوم بطرف لهم قذي

لقد نظرت قومٌ بطرف لهم قذِي

فلم يشهدوا إلا حجاب جمال ذي

وقوم لقد شموا شذا روضها الشذِي

يقولون لي ما العلم ما السر ما الذي

هو الجوهر الغالي عن البحر خبِّرْنا

على صحبنا غنت فِصاحُ طيورِنا

وذات الحميا أشرقت في صدورِنا

تجلت علينا تنجلي فوق طورِنا

فقلت لهم هذي مطالع نورِنا

ومغربها فينا ومشرقها منّا

إلى حضرات الحق كان ارتفاعُنا

ومنا لقد مدت إلى الغيب باعُنا

وفي أزل الآزال زاد انتفاعُنا

على الدرة البيضاء كان اجتماعُنا

ومن قبل خلق الخلق والعرش قد كنّا

سحاب غيوب الذات تمطر ماءَنا

ومن حُطَّ قدراً كيف يدري سماءَنا

ولما استرحنا واطَّرحنا عناءَنا

تركنا البحار الزخرات وراءَنا

فمن أين تدري الناس أين توجهنا

كشفنا عن الوجه الجميل غياهبا

وقد صار منا السر للكل ناهبا

ومن حضرة الرحمن نلنا مواهبا

ألا يا لقومي قد قرأتم مذاهبا

ولم تُدْرَ يا قومي رموزُ مذاهِبْنا

فوائدكم أضحت قيودَ رهينِنا

وعنكم لقد أُخْفِي مقامُ أمينِنا

ويا علماء الرسم هل من معينِنا

مذاهبكم نرفو بها بعضَ ديننا

ومذهبنا عُمِّي عليكم وما قلنا