لمتى تموه بالمهاة وبالرشا

لمتى تُموِّهُ بالمهاة وبالرشا

وخفيُّ سرك في العوالم قد فشا

صرح بمن تهوى وقل هو ما تروا

يا عاذلون فعشقه ملأ الحشى

هو ظاهر وإن اختفى بالشمس أو

بالبدر أوغصن الأراكة كيف شا

قمر ومطلعه القلوب تحققاً

ومغيبه الأوهام مظلمة الغشا

شغفت به كل العقول وما درت

لما تجلَّى بالجمال فأدهشا

فغرام هذا بالغوير ولعلع

وغرام هذا بالمليح إذا مشى

فإذا اهتدوا عرفوا بمن شغفوا به

واستأنس القلب الذي قد أوحشا

وستائر الأوهام عنه تحولت

والصبح أسفر وانقضى وقت العشا

نحن العصابة في شريعة أحمد

حالاً وقالاً لا نميل إلى الرشى

نرمي على المتأولين بنبلنا

في نصرة الحق المبين مُرَيَّشا

ونظل نرقب نورنا ونذوب في

إشراقه من حين عارفنا انتشى

ونصول في أهل النفوس بربنا

إن حاولوا الشرف الرفيع تحرشا

الله أكبر هذه ذات البها

والحسن أسفرت اللثام المحتشى

حتى العدى كذبت بما كذبت به

ووشى بها عند الأجانب من وشى

وهي المنزهة المقدسة التي

أحيى تجليها القلوب وأنعشا

وبأمرها ظهرت بما ظهرت ولم

تزل الغيوب لباسها والمَفْرَشا

يا هذه إني بحبك مغرم

قلق الفؤاد بمهجتي شغف نشا

كيف اتجهت رأيت وجهاً ظاهراً

خلف البراقع بالجمال منقشا

وإذا أردت تجليات جماله

فأنا التجلي لا وجدتك أطرشا

وجه متى نظرت إليه قلوبنا

بفنائها عنه انجلى وتبشبشا

ومزيد إنعام بوافر حكمة

منعته رحمته بنا أن يبطشا

حلم له غلب العقاب فربما

يعفو عن الجاني وإن هو أفحشا

طير الرجا أبدا عليه مرفرفٌ

قد فرَّ في وكر الغيوب وعششا

شمس بطلعتها خفافيش الورى

عميت وكان الطرف منها أعمشا

والكائنات كثلجة ذابت بها

ماء تفرق بالفنا وترششا

هي ديننا والدين إن يك غيرها

لا زال دينا في البرية مخدشا

مدت علينا رفرفاً من ظلها

كَرَماً وكَرْماً بالعلوم مُعَرِّشا