ما لابن مريم في تلك الأساطين

ما لابن مريم في تلك الأساطينِ

من قومه غير تبليغ وتبيينِ

كانت حقيقته الروح التي غلبت

على الهواء به والنار والطين

روح مقدسة من أمر خالقها

منفوخة فيه عن توجيه جبرين

وجاء يدعو بني يعقوب منه إلى

مثل الذي هو فيه من تحاسين

لأنهم كلهم أولاد آدم من

جسم وروح وتغليظ وتليين

فقامَ يشرح فيهم أمر نشأته

من التجلي بأنواع التلاوين

وقال إني وإني حسبما نقلوا

عنه على مقتضى إدراك تكوين

وقصده أن يروا أحوال أنفسهم

كما رأى نفسه عيسى بتهوين

فيعرفوا ربهم ذات الوجود على

ذواتهم قد تجلت في الأحايين

فيعبدوه كعيسى في عبادته

من غير نقص وجور في الموازين

وكان مشرب عيسى في معارفه

للخائفين يسمى بالرهابين

والكاشفون لشمس الروح طالعةً

هم الشماميس أمثال العراجين

والقس صاحب شان في تحققه

وغير ذلك مما في الدواوين

بمقتضى لغة الإنجيل واصطلحت

عليه تلك الحواريون في الحين

كما أتى عابد في شرعنا وأتى

مقرب ووليٌّ أهل تمكين

وهكذا هي ألقاب محققة

للعيسويين من تلك الأساطين

حتى لقد نسخت تلك الأمور وقد

سرى بها الكفر في طرق الشياطين

وما بقي الآن غير الإسم وارتفعت

حقائق الوصف عن قوم ملاعين

فراهب كافر والقس يشبهه

في زيغه عن صراط الحق والدين

والأمر في نفسه حق وقد ورثت

مقام عيسى به أصحاب ياسين

من هذه الأمة الغرا جهابذة

في صولة الحال أمثال السلاطين

فاستعملوا كل اسم في حقيقته

بالكشف والصدق لا عن حكم تخمين

وما تحاشوا لأن الأولياء لهم

حكم الوراثة عن حق وتعيين

وأنه مقتضى علم الحقائق لا

علم الرسوم لنفع لا لتزيين

فحققوا ما كشفنا عنه واعتبروا

يا عصبة الحق يكفيكم ويكفيني