مهجة ناظراك قد فتناها

مهجةٌ ناظراك قد فَتَناها

وبها أفرطَ الجوى فتناهى

كلما قلت آه من فرط شوقي

لك قال المقال منيَ آها

يا بديع الجمال بالعشق منا

قد شغلت القلوب والأفواها

كل عين تراك من كل شيء

فترى نفسها وأنت تراها

والعمى عنك وصفها كشهود

لك فالوصف داؤها ودواها

هيه حادي المطي من نفس صب

قد تحفَّت أقدامها بوناها

وسرى الركب وهي في أخريات

خوفها الإنقطاع عنهم براها

كلما جدت المسير أعيقت

بأسارى أبصارهم أعماها

إن توخت إيمانها أنكروها

وإلى العقل يرجعون قواها

عصبة أذهبوا الزمان التباساً

من دواعي نفوسهم واشتباها

ربطتهم بقيدها شهوات

فهم الهالكون مالاً وجاها

يحسبون الضلال بالنفس رشداً

والتعامي يرونه الإنتباها

وبذات المليح ذات مليح

كلما شئت كلمتني شفاها

خيلت غيرها لقومٍ ضعافٍ

ما اتقوها بها فظنوا سواها

وهي تدنو لهم بهم فيفرّو

ن وهيهات يعرفون الإلها

وسواها منها كرؤية وجه

من بعيد عمراً إذ الحس تاها

واحد وهو في الظهور كثير

يتجلى لنا فلا يتناهى

صدر الكل عنه فهو لهذا

عين كل والكل لي عنه فاها

يا ابن قومي خذ القضية عني

إن تكن مغرماً بها أواها

واطرح القشر عن كلامي وكل من

لبه واشرب الجميع مياها

والتفت تنظر الوجود سراباً

لا شراباً فاحذر به تتباهى

واجتنب عنه لا ترى أمثالاً

فيه قد خيلت ولا أشباها

واقتنع منه بالذي هو سر

فيه لا فيه لا تكن تياها