نزل الحديد فكان سيفا قاضبا

نزل الحديد فكان سيفاً قاضبا

قسم العداة مشارقاً ومغاربا

بأسٌ شديد فيه بل ومنافع

للناس فليمض المعاند هاربا

وبه الأمين عليَّ كان نزوله

فأسرَّ قلباً بالأمان وقالبا

في ليلة هي ليلة القدر التي

فيها رسول الله نال مواهبا

فأخذته بيدي اليمين حقيقة

فوجدته أمضى السيوف مضاربا

مقدار أربعة الأصابع قدره

في طول باع بالرزانة سالبا

فلذا تراني لا أحارب دائماً

هذا الورى إلا وكنت الغالبا

أما المحبة فهي قلبي والحشا

بل كل كلي لست فيه كاذبا

رعدت بها مني الضلوع وقد همى

مطر علينا قبل كان سحائبا

وملئت من أنس الوجوه ووحشة ال

عدم انقضت ولقد قضيت مآربا

ولقد أماطت لي بثينة برقعاً

عن طلعة شمسية وجلاببا

ومشت بأنواع الغلائل تنجلي

ودنت تقلب أعينا وحواجبا

وسعت إلى نحوي ولم أك غيرها

فغدوت مطلوبا ولم أك طالبا

هذا الوجود جميعه كلي بلا

شكٍّ عداةً قد حوى وحبائبا

والخلق ناراً لايزال وجنة

والأمر أنواراً غدا وغياهبا

والكل كلي ما معي غيري فلا

تتعب وكن لي في الجميع مصاحبا

وأنا الحقيقة والشريعة لا تقف

فيصير شيء منهما لك حاجبا

وافعل ولا تفعل جيمع أوامري

واترك ولا تترك لنهيي تائبا

واقعد وقم وتقاوَ واعجز إن ترم

وصلي وكن بي طالعاً أو غاربا

فأنا حقيقتك المكلفة التي

بِأَلَسْتُ قلت لها وكنت مخاطبا