نهر القضاء بما يختار خالقنا

نهر القضاء بما يختار خالقنا

وما يريد هو الجاري إلى الأبد

عليه طاحونة الأفلاك دائرة

وقطبها قطبُ سرِّ الواحد الأحد

وما تولد فيما بين طابقها ال

أعلى وطابقها الأدنى على الرصد

من الجماد وأنواع النبات وحي

وان تراه وإنسان بلا عدد

مثل الحبوب بدت للطحن مفرغة

شيأً فشيأً بحكم النفس والجسد

فكلما حبة قد جاء موعدها

أصابها الطحن لم تبد ولم تعد

حتى تصير كما كانت مفرقة ال

أجزاء وهي لهذا الأمر طوع يد

عناصر كدقيق ميزته يد

بمنخل الرتب المكسوبة الجدد

حكم من الحاكم القهار في أزل

بمقتضى ما قضى فيها من الأمد

حتى يحول ذاك النهر عن جهة

يجري إلى جهة أخرى بذي المدد

فيفرغ الطحن والطاحون تخرب من

هنا ويفسد مرءى هذه البلد

ويظهر الأمر في دار الخلود بلا

نهاية عند ذي غيٍّ وذي رشد

هناك ينكشف السر الذي خفيت

أنواره اليوم عن ذي الغفلة العند