نور تلفف بالظلام مكمل

نور تلفَّف بالظلام مكملُ

نودى هنا يا أيها المزملُ

قم فيه وهو الليل أي بأموره

طبق الإرادة ما علا والأسفلُ

ذرني ومن فيه خلقت من الورى

فيه وحيداً مستقلاً يفعل

واغلظ عليهم قال أي بنفوسهم

وهو الرؤوف بنا الرحيم المفضل

وهو العزيز عليه ما عَنِتَ السوى

وهو الحريص على الجيمع ليكملوا

بحر وهم أمواجه وهو الذي

بالحق قام كصورة تتخيل

وافهم إشارة قوله قد جاءكم

من عين أنفسكم إليكم مرسل

تجد الذي بالروح عنه وبالحجى

كنّى الإلهُ وما درى من يجهل

وهو الحقيقة والشريعة والهدى

لمن اهتدى وهو الحبيب المقبل

والسنة الغراء فيه طريقنا

ويد الجماعة والكتاب المنزل

طوراً يغيب ونحن نظهر عنه في

هذا الزمان لنا المقام الأفضل

ونغيب نحن به ويظهر تارة

هو قائمٌ عنا بنا يتمثل

ووراء هذا في الغيوب حقيقة

تطوي الحقائق كلها لا تعقل

قد أجملت نور النبيِّ وفصلت

وتظل تجمل للورى وتفصل

وهي الوجود وما سواها هالكٌ

ويقال موجود يلوح ويأفل

نور على نور وللثاني أتى

أو في الصلاة بها يجود الأول

طول المدى ما هب ريح الروح في

روض الجسوم وما تغنّى البلبل