يا من غفلتم وجوهكم سود

يا من غفلتم وجوهكم سودُ

وربكم في الخيال مولودُ

خيالكم ولَّد الإلهَ لكم

أنتم عبيد وذاك معبود

وتنكرون الوجود خالقكم

بأنه الله وهو موجود

إن لم يكن ربنا الوجود يكن

بالعدم المستحيل مقصود

يكن خيال الذين قد عبدوا

خيالهم والجهول مبعود

حاشا وكَلّا يكون خالقنا

غير الوجود الذي له الجود

وهو محيط بنا وبالأشيا

جميعها جاحد ومجحود

به السموات أشرقت وبه ال

أرض جميعا وأورق العود

ترضون أن الخيال منه لكم

رب وما بالوجود جلمود

ولا بهذا الوجود قائمة

أكوانكم والغلام والخود

وظلمة كله الخيال وما

بدا لكم منه فهو مردود

وربنا نحن وهو خالقنا

وجود حق سواه مفقود

وذاك معنى بأينما كنتمُ

وهو قريب لنا ومعهود

أقرب من حبلنا الوريد كما

قال وقالته سادة قود

ونحن لا شيء هالكون وفا

نون به وهو وهو مشهود

لأجل هذا لنا الوجوه غداً

بيض وأنتم وجوهكم سود

وجوهنا البيض حيث خالقنا

وجودنا النور وهو مسعود

وربكم في خيالكم وبه

وجوهكم بالسواد معقود

بدت بكم ظلمة الخيال وقد

أوقدها في السعير سفود

تنكبوا عن طريقنا وقفوا

وقفة قوم نذيرهم هود

فإن هذا الوجود عز وقد

جلّ وماذا الوجود محدود

وما له صورة وليس له

ثان وفيه التوحيد محمود

لا مثلَ كلا ولا شبيهَ له

والكم والكيف عنه مطرود

لكن تراه العيون جل ولا

تدركه باب ذاك مسدود

ملك سليمان كان منه كما

خليفة عنه كان داوود

لا ذاته تشبه الذوات ولا

صفاته كالصفات يا دود

كالدود أنتم ضعاف خلقتكم

عزم لكم في الرشاد مخمود

قوموا اشهدوا أنه الوجود لكم

فيومكم كالجميع معدود

وهو عيان لكل ذي بصر

لا يَحْجِبَنْكُمْ للنفس أخدود

من كان أعمى في هذه فغداً

هناك أعمى والزرع محصود

نص كتاب الإله حجتنا

والدر عقد الحديث منضود