يخاطب كلا في المناجاة صاحبه

يخاطب كُلَّاً في المناجاة صاحبُهْ

ويفقد كل عنده من يخاطبُهْ

كلانا وجود واحد فهي تارة

وإني طوراً والجميع مراتبه

ويا ليت شعري إن يكن هو حاضراً

فمن ذا أنا حتى أكون أقاربه

ومن هو عندي إن حضرت به أنا

ولكنها جلت علي مواهبه

هو الحق والنور الذي هو للورى

مداد به قد خطهم فيه كاتبه

فلا حرف إلا وهو فيه محقق

تضيء بشمس الذات منه غياهبه

رعى الله قوماً لا يرون له سوى

لرؤيتهم أن ليس شيءٌ يناسبه

تبدَّى فأخفاهم فكان مخاطباً

سرائر غيب واسمهن حبائبه

يناجي فلا يلقى سواه مجاوباً

فيكثر منه الشوق إذ شط غائبه

فطوراً يناديهم حبائب حضرتي

وهم عدم ما منهمو من يجاوبه

وطوراً عليهم يكثر الجود والعطا

فيثبت فيهم حبه ويواظبه

ألا يا ابن علمي إنني أنت بل أنا

هو الكون معروفاته وغرائبه

أنا مفرد والكل جمعيَ فإنَّهُ

على غير لفظي جاء بالأمر واهبه

كما جمعوا خلداً بلفظ مباعد

وما فيه حرف منه يدريه طالبه

سوى حرف دال بالدلالة مشعر

عليه إليه منه جدت ركائبه

وبالإعتبار الفرق وهي مراتب

لواحد أعداد تأنت مذاهبه

أنا الفلك في بحر الإرادة سائر

أنا الفلك الدوار تبدو كواكبه

قطعت إليه الكون أومض برقه

فيافيه لي مطويةٌ وسباسبه

وقلبي بغيب الغيب في معرك السوى

تجرّد عن تلك الغموض قواضبه

إلى أن بدت ذات الوجود فأفرغت

على مقتضى الإسم المريد قوالبه

وعاد كثيراً ليس يحصي وواحداً

فقلنا تعالى الله قد جل جانبه