روحي

روحي فَقَد راحَ الَّذي بَينَنا

كَالبارِحِ السالِفِ ما إِن يَعودْ

روحي وَلا تَأسَيْ عَلى حالَتي

وَاِنسَي مَواثيقي وَخوني العُهودْ

لا تَحمِلي مِن ذِكرِ عَهدِ الهَوى

إِنَّ الهَوى صَعبٌ وَحِملٌ يَؤودْ

دَمعي الَّذي أَذلَلتِ كَفكَفتُهُ

أَوّاهُ كَم أَذلَلتِ لي مِن دُموعْ

وَجُرحُ هذا القَلبِ لَملَمتُهُ

وَأُطفيءُ المُحرَقَ بَينَ الضُلوعْ

وَعَقليَ الهائِمِ أَرجَعتُهُ

وَلَم أَكُن آمَلُ مِنهُ الرُجوعْ

روحي فَما الإِشراكُ مِن مَذهَبي

وَلَستُ أَرضى في حَبيبي الشَريكْ

أَنا أَتانيَ وَلَم أَرضَ أَن

أَرى عَلى قَلبِكِ غَيري مَليكْ

أَبوكِ لَو أَولَيتِهِ نَظرَةً

كَرِهتُ دُنيايَ وَدُنيا أَبيكْ

نَزَعتُ مِن قَلبي نَباتَ الهَوى

وَتَحت أَقدامي لَقَد دُستُهُ

وَخِفتُ مِن قَلبي ضَلالَ الهَوى

وَرَجعَةَ الماضي فَحَطَّمتُهُ

إِن عادَ قَلبي لِلَّذي قَد مَضى

أَتيتُ بِالنارِ وَأَشعَلتُهُ

إِذا تَلاقَينا فَلا تَنظُري

أَرى وَميضَ الغَدرِ في ناظِرَيكْ

وَلا تُشيري لي وَلا تومِئي

وَدِدتُ لَو تُقطَعُ كِلتا يَدَيكْ

روحي فَقَد راحَ الَّذي بَينَنا

وَلَهفَةَ الحُب وَقَلبي عَلَيكْ

روحي شَبابي أَنتِ أَيأَستِهِ

مِن أَمَلٍ زاكٍ رَجاهُ الشَبابْ

لا تَذكُري الماضيَ ماذا بِهِ

هَل ذُقتُ في حَبِّكِ إِلّا العَذابْ

كِتابُ ماضيكِ مأسىً كُلُّهُ

لا تَقرَئي مِنهُ بِل اِطوي الكِتابْ