هكذا قسم الإله

بَغى في قِسمَةِ الأَرزاقِ ناسُ

وَقالوا هكَذا قَسَمُ الإلهُ

وَقالوا إِنْ أَحَبُّ اللَّهُ عَبداً

بِرِزقَتِهِ المقدِرَةَ اِبتَلاهُ

دَعَونا إِن يَكُن هذا صَحيحاً

يَرَ الفُقَراءُ مَعبوداً خَلاهُ

رَأَيتُ القَلبَ إِمّا ضاقَ صَبراً

بِمَحبوبٍ لِحِرمانٍ سَلاهُ

لَقَد وَصَفوا الإِلهَ بَشَرِّ ظُلمٍ

بِما كَذَبوا تَنَزَّهَ في عُلاهُ

قالَ الظالِمونَ وَقَد تَمادَوا

بِظُلمِ الناسِ غايَتُنا السَلامُ

فلَّما رامَ طَرحَ القيدِ عَبدٌ

وَفَكَّ قُيودَهَ غَضِبوا وَلاموا

وَقالوا أَثائِرٌ يَبغي اِهتِزاماً

لِعالَمِهِم فَهَل هذا كَلامُ

فَإِن نَنظُر إِلَيهِم بِاِحتِقارٍ

وَإِن نَحقِد عَلَيهِم هَل نُلامُ

أَتَينا لِلحَياةِ فَلي نَصيبٌ

كَما لَكَ أَنتَ في الدُنيا نَصيبُ

فَلَم تَعدو وَتَغصِبُني حُقوقي

وَتَطلُبُ أَن يُسالِمكَ الغَصيبُ

أَعَدلَكَ قالَ أَن أَسعى وَتَجني

وَأَطلُبُ المَعاشَ فَلا أُصيبُ

فَاِنصِفني وَلا تَجحَف فَإِنّي

أَخوكَ إِذا دَها الخَطبُ العَصيبُ

إِلى من هادِمٍ جِسمي فُتاتاً

فَجابَلَ طينَتي فَمُعيدَ سَبكي

فَيَعبِكُني بِهذا الناسُ إِنّي

غَريبٌ بَينَهُم فَيُجيدَ عَبكي

فَإِنَّهُمُ رَأَوا وَرَأَيتُ شَيئاً

فَراحوا يَضحَكونَ وَرُحتُ أَبكي

كَأَنّي مِن رِوايَتِهِم نَشازٌ

سَها الراوي فَلَم يَحفَل بِحَبكي

جَعَلتُ نِضالي الظُلمَ هَمّاً وَدَيدَنا

لِأَنّي بِهِ حُلَّت لَدَيَّ المَعاضِلُ

فَأَحبَبتُهُ حُبَّ الحَياةِ لِفَضلِهِ

عَلَيَّ وَلا تُنسى لَدَيَّ المَفاضِلُ

فَواعَجَباً إِن نِلتُ غايَةَ مَطلَبي

غَداً فيمَ أَلقاني أَعودُ أُناضِلُ

وَإِن وَصَلَت أَرضي رَغابي مُطيعَةً

فَهَل لِسَمائي عَن وِصالِيَ عاضِلُ

أَرى المَعنى بِقَلبي جِدَّ وافِ

وَإِن اِنظُمهُ يُصبِح غَيرَ وافِ

فَأَبحَثُ عَن بَقاياهُ فَألَقى

بَقاياهُ بِأَسنانِ القَوافي

فَواتَعَباً تَعَوَّفتُ المَعاني

وَلَم تَتعَب وَعَبَّت في عَوافي

وَأَما كُنتُ في جِناتِ عَدنٍ

تَجرِّرُ بي لِصَحراءِ السَوافي

أَتَعشُرُنا القَوافي في قَصيدٍ

كَما عُشرَ الحَجيجُ عَلى طَوافِ

فهَل مِن شارِعٍ شَرعاً صَحيحاً

يُوافينا الحُقوقَ عَلى لِيافِ