أباريق

من أين جاءت الرياح ..

مثقلة بالدهشة..

ومزدحمة بالتماثيل القديمة..!

ومزدهرة بأباريق الطين..

وباذخة باقراط النساء الملوك..

وعابقة باطاييب الجواري.

ونابهة بالقول ..

وناسخة لفلسفات النواحي..

وكاسحة لبروز الحواشي..

وسابحة  في ممالك الحرب..

وقاصمة لنصوص الشعراء،

وهم يحتلبون اللغة..

ويكتبون بالدم..

قصائد الفتح..

ومرايا الخفوت البهيج..

على سدرة الوقت..

وفتوحات القلب، والذاكرة..

وهي تفرز سموات..

لاوجود لها في تزاويق القول..

ولا في صحف ” موسى” الأولى..

ولا في أضابير فلسفات القراطيس..

على خلجات النفوس..

الفي حارات ” مجريط”

آن حرق عقل” ابن رشد”

على عواء الرعاع ،

الذي في لهب النار الكارثة..

من  أين جاءت الرياح..

وفي الجنبات القصية..

” حراس النوايا”

يرصدون الوجع الآتي..

من نصوص الرحيل الآخير..

وينهرون الذئاب النهرية..

وهي تعبُّ دم الشعراء..

كم كانت النصوص لاهجة..

وناثرة دخانها ،على عتبات المدى..

لتقول الذي في ملكوت المياه..

والتي في غموض اللغة..

آن عبورها، رحابة الأزمنة..

من أين تجيء الرياح..

وهذي البنادق..

على قتلنا مدمنة..؟؟