جفاف

حين يجف الوقتُ..

تنهض العصافير من غفوتها..

يصيح الديك.

من فوق كومة الطين..

المركونة، قرب نبع الماء..

تعلو الشمس، فوق الأسطح..

تخرج العنزات إلى مراعيها..

تكون السيدة ..

العالية الطّّلة..

الشامخة الأنف..

المُقبّبة الرّدف..

تعدّ زوادة الراعي..

وأدوات الحراثة..

وشاش الشيخ..

الذي لا يلفّ سِواه..

على مدار الفصول ..

…   …   …   …

حين أراها خارجة للتو..

تزين طلعتها بمنديل حرير..

الأقراط الطويلة..

وهي تتدلى..

تمنحها أبهة مَلكِية..

حين تمشي في زقاق ضيق..

تكون الأتربة في صمت القيظ..

الأشجار ترخي أذرعها..

كيما تمر السيدة ..

في دِعة ووقار..

هي تشبه فلقة بدر،

او طلعة غزال..

 على مشارف الصحراء..

يرى أفقه مطرا..

 من خروب الأنحاء..

اوسماء مغموسة،

 في زرقة قاتمة..

هي لا ترى ظلها..

وهو يسحل لفائف الطرفاء..

إلى منحدر في “وادي لَذْيَابْ”

او إلى مصب نهر ..

في محيط” وادي الرميلة”

كانت سيدة الوقت..

مهرة اللغة..

وطير الخيال..

 لغة العارف..

ومشكاة الأنوار..

إلى منحدر في الصهيل..

او نقرة في دفّ المطر..

لها وشاح بحارة..

وناي رعاة ..

على تلّة في أفق السّحر..

كلماعبرتْ مدائن اللغة..

خرّت لها جبال الكافور..

وَوِديان الصحراء..

المطمورة في أجداث الزوبعة..!!