مدارج

في الوقت الذي تخرج فيه القصيدة..

من غسق الظل..

تكون الأنهار في حالة من الذعر..

تكون الجبال في حالة من اللايقين..

تهبط الطيور من أعشاشها..

لتراقص بنات الريح..

وهن يتقمصن ألحان المزامير..

وهي تصفف فيالق الماء..

على تخوم الرمل..

وعلى حدود الغابات..

لتنميط قصائد الشعراء..

الذين يختلفون حول دورة الساعة..

آن نزولها لمداعبة بنات الفجر..

حين يصعدن من رحيق الينابيع،

في مساء الأبدية..

وهي تُتَاخم سموات الموتى..

وهم يتلون مراثي بنات آوى..

ويحتفلن ببزوغ دساكر القطن..

من جبال الغيم..

وظلال الضوء..

ومراكب الزرقة..

على شواطىء الزبد..

حين تمدده على ريش البرق..

ومرايا الصوفية..

حين وقوفهم أمام باب القسط..

لتوريق التبر ..

وتعويم الفجر..

وتكسير نايات الحزن..

وتعبيق منامات البحر..

حين تطل السنونوات..

من نافذة الفيروز..

يهطل رذاذ النص..

متبوعا بصيحات الغيد..

ورنات الأساور..

وخفق المريد،

الذي في شدو الأحلام..

في مدارج اللغة..

صُغت أغاني المطر..

وملاحم الأساطير..

وهمزيات الموتى..

وهم يُصلبون على عيدان المجاز..

لتتخيف الأصوات..

وهي تجتاز عتبات الفرجة..

لي وردة القحط ملفوفة في السكون..

ومضمومة في العين..

ومنسرحة على درج الماء..

وناهبة لديدان الأوراد..

آن خشوعها في منابر اللغط..

ومنازل الأبراج الكلية..

وعتبات الصوفية..

عند مقامات المعراج..!!