ماذا على ساداتنا أهل الوفا

ماذا على ساداتنا أهل الوفا

لو أرسلوا طيف الزيارة في خفا

بترصّد الرقباء حتى يغفلوا

ويكون مانع وصلنا ليلا غفا

فإذا تمكنّت الزيارة خفية

يأتي مواعد وصلنا متلطّفا

ويكون قبل حلوله أفرشته

خدي وطاء للنعال وللحفا

ويكون بيت نزوله قلبي الذي

وحياتهم من حب غيرهم عفا

ضيفٌ له نزل لديّ كرامة

كبدٌ شواها البعد في جمر الجفا

يا سعدُ إن كنت البشير بوصله

فلقد أتيت على المسرة والوفا

لو أنّ نفسي لي إليك بذلتها

وأراه بذل مقصر ما أنصفا

وتكون يا سعد المساعد للذي

من هجر من يهواه صار على شفا

لم يبق يوم البين والهجر الذي

خلقا لتعذيب الأحبة مسعفا

إلا صبابته وجسما قد غدا

ملقى كشنّ بالفلا لن يخصفا

زفرات قلبي جمر نار أججت

منه دموع العين فاضت ذرّفا

بمحاجر من حاجر أقذاء قد

طردت ضيوف الطيف جاءت طوّفا

هل من منام للديغ بمرّة

فضلا عن المرات أو هل من غفا

ما إن تألق برق سلع والحمى

حتى تفيض النفس منه تأسفا

وأراه سيفا صارما وسط الحشا

فعل الأفاعي أو شهابا ما انطفا

يحكي زفيري رعدُه ورياحُه

ووبله حاكى دموعي الوكفا

وإذا جرى ذكر العقيق وأهله

أجرى العقيق تأسّفا وتلهّفا

يا أهل طيبة ما لكم لم ترحموا

صبا غدا لنوالكم متكفّفا

لا تجمعوا بين الصدود وبعدكم

حسبي الصدود عقوبة فلقد كفى

لم أدر شيئا قبل معرفة الهوى

حبي لكم ما كان قط تكلفا

ما بالهم يا صاح لم يتذكروا

صبا كئيبا في المحبة مدنفا

ما قيل ذاك أسيرنا وقتيلنا

بين العوادي والأعادي مثقفا

قلبي الأسير لديكم والجسم في

أسر العداة معذبا ومكتفا

حاشاكم لجميل ظني فيكم

أن تشتموا في العدو المرجفا

ولطالما لام العذول بحبّكم

وأطال عتبي ناصحا ومعنفا

ولكم سعى كيما يصرف وجهتي

عن وجه ودكم ولم يك مصرفا

ويودّ لو أني سلوت هواكم

فيكون لي خلا وفيا منصفا

قلب الشجي كما علمتم إنه

لا ينثني عن حبكم متخوفا

يبغي الوصال ولو تمزق تالفا

ويلذ أن يلقى العذاب ويتلفا

يسري ولو أن الظلام عداته

ويسير لو كان النهار المرهفا