وليلة الربوة الشماء معلمة

وليلة الربوة الشماء معلمة

حتى الصباح بروح الذكر نحييها

مأوى ابن مريم في مسرى سياحتها

قد بوركت بمعانيه مغانيها

تحفها سبعة لو سد مسربها

لطَّم شامخة الآطام طاميها

كأنها الحجر الملقي عصاه به

موسى ففجر للأسباط جاريها

كأنها درة أضحى يزيد لها

خيطاً بلبَّات آكام تواليها

مَعينة ببحار يلتطمن بها

مُعينة لخيار أخبتوا فيها

وصخرة المزة الغراء ناطحة

قرن الغزالة في مبدا تجليها

محلة السفح ما شيب السفوح بها

بل مثل ما روَّق الصهباء ساقيها

يغذى بها القلب أنفاساً بلا كدر

فلن يحلَّ الوبا أطراف ثاويها

إن الهواء إذا رقت مناسمه

في بلدة لطفت أخلاط أهليها

واذكر ضحى الشرف الأعلى إذا طلعت

ذكاء من أفق أشجار تواريها

ومنظراً يستبي الألباب رائعه

ويشتغل النفس عن أشهى أمانيها

يرنو إلى بردى ينساب في بَرَد

في بُردتي سندس خضر حواشيها

تكسر الماء بلوراً وراكده

كالفضة الحوق مصقول عواليها

وحيث شئت فأشجار تمد على ال

أنهار ظلاً يُغشِي من يوافيها

فكل صورة أنس في منازلها

وكل نزهة نفس في روابيها

لولا أمور وأرزاق مقدرة

لم يرتحل عن دمشق حاضر فيها