يا منقذ القدس من أيدي جبابرة

يا مُنقَذَ القُدسِ مِن أَيدي جَبابِرَةٍ

قَد أَقسَموا بِذِراعِ الرَبِّ تَدخُلُهُ

فَأَكذَبوا كِذبَهُم في وَصفِ رَبِّهِم

وَصَدَقَ الوَعدُ مَأموناً مُحَوَّلُهُ

أَما رَأَيتَ اِبنَ أَيّوبَ اِستَقَلَّ بِما

يَعيي الزَمانُ وَأَهليهِ تَحَمَّلُهُ

هاجَ الفِرَنجُ وَقَد خاروا لِفَتكَتِهِ

فَاشستَنفَروا كُلَّ مَرهوبٍ تُغَلغِلُهُ

لَمّا سَبى القُدسُ قالوا كَيفَ نَترُكُها

وَالرَبُّ في حَفرَةٍ مِنها تُمَثِّلُهُ

فَكَم مَليكٍ لَهُم شَقَّ البِحارَ سَرىً

لِيَنصُروا القَبرَ وَالأَقدارُ تَخذِلُهُ

وَكَم تَرَحَّلَ مِنهُم فَيلَقٌ بِفَلاً

إِلى الخَوامِعِ أَلقاهُ تَرحَلُهُ

اِستَصرَخوا الأَهلَ وَالعَدوى تُمَزِّقُهُم

وَاِستَكثَروا المالَ وَالهَيجا تُنفِلُهُ

هُم الفَراشُ لَهيبُ الحَربِ تَصرَعُهُ

وَكُلَّما لَجَّ صَدماً جَلَّ مَقتَلُهُ

سَيفٌ أَمامَ فِلَسطنٍ بَرى أُمَماً

خَلفَ البِحارِ لَقَد أَمهاهُ صَيقَلُهُ

كَم قَد أَعدوا وَكَم فَلَّ جَمعُهُم

مِن غَيرِ ضَربٍ وَلا طَعنٍ يُزَيِّلُهُ

وَإِنَّما اِسمُ صَلاحُ الدينِ يَذكُرُ في

جَيشِ العَدُوِّ فَيَسبيهِم تَخَيُّلُهُ