أنا شاعر البحر الصغير

وبلغتُ شطَّ النَّهر ،

كيف ؛

وما سقيتُ قريحتي منْهُ

القريحةُ بي تسيرْ

وكأنَّها أرجوزةٌ ريَّانةٌ

والعامريَّةُ لي تُشيرْ

وفصاحتي بيني وبين الشَّطِّ

بانتْ كالنُّجيْماتِ ،

استوى قمرٌ ينيرْ

إنِّي كما أسلافنا

سمَّيتُهُ البحْرَ الصَّغيرْ

ومدينتي لم تلتفتْ

أنا شاعرُ البحْرِالصَّغيرْ

جيشٌ من الكلماتِ،

رهنَ إشارتي

وسحائبُ الشِّعْرِ المُقفَّي

للأعالي بيْ تطيرْ

أنا شاعرُ البحْرِ الصَّغيرْ

صنَّارتي تصطادُ إطنابًا ،

وتخييلاً وفيرْ

لا أبْحرُ الآن اشتياقًا للملاَّح،

وخافقي شغلتْه عينُ العاشقين،

ولم يزلْ ،

والقلبُ وثَّابًا يُغيرْ

أنا شاعرُ البحْر الصَّغيرْ

وأغازلُ الصِّفْصافَ لو يومًا تدلَّى

في الغديرْ

ومراقبًا سربَ الأوِّزِ إذا امتطتْ أسرابُه

صفحاتِ نيلي عند إقدام الهجيرْ

أنا شاعرُ البحْر الصَّغيرْ

لا أبتغي عند التَّنقُّل

غير أحداق اللواتي قد أتين النَّهرَ،

من أجل التنزُّهِ،

والمسيرْ

مُسْتلهمًا عند الخروج عذوبةَ الشُّطآن،

لو جمعتْ شتات الحُبِّ

من قلب الهديرْ

أنا شاعرُ البحْر الصَّغيرْ

تبني البلاغةُ لي قصورًا هائماتٍ

في امتداد الكون دومًا كى أُثارَ،

وأستثيرْ

وأتيْتُهُ كالمُسْتجيرْ

ما كنتُ أشبه بالفرزدق أو جريرْ

أنا شاعرُ البحْر الصَّغيرْ

يومًا مرَّرنَ وَجَدْنني

فوق الشُّطوط أجالس الطيرَ الأسيرْ

واليوم أتعبني المسيرْ

أنا أفقرُ البُسطاءِ في العيش المريرْ

نصَّبتْني وعلى القُرى يا سيِّدي كيف الأميرْ؟.