هل عاد سرب اليمامات

الذَّين أتوْا بي إلى وَهْدةِ الأغنياتْ

لقنوني وصايا الحروفِ ..

أناخوا لِيّ الأمنياتْ

و الذين مضوْا فوق عظم القصيدةِ ..

لم ينظروا – تحت أقدامهمْ –

ليروْا زْهرةً نبتتْ بالرفاتْ

علّني قد تركتُ الأماسيَّ .. مُتْرعةً

تستظلُّ بــدمْع الحياةْ

يا فتى بدنان المحبَّةِ .. هاتْ

و اسقني دفءَ ( ليلى ) ،

و لا تترك اليوم قافلةً للغاتْ

و أسرج الخيلَ ..

و الذكرياتْ

فالشِّموسُ التي نَزَحَتْ من قوافي اغترابٍ

ستفرش نهرًا ،

يضمُّ فصولَ الشَّتاتْ

اسقني

الأرساريرُ .. تقتسمُ الطميَ ..

في جندلٍ للخيالاتْ

إنها تترك العُشبَ .. في ذعره ،

و تهيّئُ نارًا ،

لكي تستثيرَ الفراشاتْ

اسقنيِ

ريثما لحقتْ نفْسُ أحصنةٍ للمجاز ..

بصهدٍ ينامُ بحِضْن النهاياتْ

للأراجيز .. ما قد حوتْه المراثي ،

و للنيل أن يقتفيْ زفرةً للمداراتْ

من رأي وثبةً خبَّأتها اليماماتْ ؟

اسقني

لا دعتْني اللحونُ لأعراسها ذات يومٍ ،

و لا تركتني أعاود عِشْق الحكاياتْ

اسقني

للقريحةِ .. ما للبلاد من العيشِ

حيث اللجوءُ لأخبيةِ للفُتاتْ

اسقني

أتركُ الآن خلفي خروجًا

و دغْل صدىً للثُّريا،

و بعضَ الإشاراتْ

و أعودُ على صهوة الجُرح .. للمكناتْ

أيُّها المُسْتحيلُ أجبْني ..

فكم لا تلوذُ العذاباتْ

فقدتْ غربتي قرْطها

عند أدوية المُسْتحيلاتْ

هل تعود الظلالُ / الظلاُل تفتشُ،

و السوسناتْ ؟

اسقني أيها المستحيلُ ..

وصبّ لِيَ المفرداتْ

جئتني تندبُ العُمْرَ أمْ

جئتني تندبُ العادياتْ

و تدوس على الوجد في سهله

عاشقًا بعض أرصفةٍ للغياب ..

و للحافلاتْ

نفسُ دهشتنا ترقبُ الطيرَ ..

حين يعسكر فوق البناياتْ

هل تخبِّئ أقمارنا

وطناً يعشقُ الرابيات ؟

من هنا قد تمرَّ عليكَ الشغافُ /

المواقيتُ ..

حُبلى بدلِّ المساءاتْ

اسقني و الهُيَامَ المُبعْثرَ .. و الحالماتْ

اسقني و ابتسمْ لا تُهيَجْ جِرارَ المرارة ..

ما فات / فاتْ

ألقت الأرضُ .. قنينة الابتساماتْ

وَ مَضَتْ مُترنّحةً

هل تعرّج للجاذبيةِ ..

أم تستبيح الجهاتْ ؟

اسقني يا قريضُ

و دعْ وثبة للبراءة .. لا تبكِ إلا المواتْ

اسقني و امزج الشعرَ ،

بالوصْل ،بالهينماتْ

اسقني مَرّةً قبل أنْ يأتيَ الحلمُ ..

مُتكئاً في الغروب على شجوه

عُنْوةً .. يسترد المتاهاتْ

ريثما لا تُحاصر بيني و بين الأهازيج ..

نفسُ النهاراتْ

كل تلك الشطوط أذابت خوائي،

و بثتْ بحور الهوى اليانعاتْ

اسقني و اسقِ .. كل الصباباتْ

اسقني و اسقِ طيف اللواتي

خطفن رؤايا لمتن الخرافاتْ

اسقني

فالرِّياحُ التي نَبَشَتْ مُهجَ العتق ..

قد أرْعَنَتْ

و تهجَّى العرا غيمة الانكساراتْ

اسقني قد تلملمني ضحكةٌ الشوارع ..

أو صرخةٌ للفراتْ

ريثما في الجوار ..

توشوشنا الترعُ المستكينةُ ..

و المُنْتهى و المجرَّاتْ

اسقني علّها تستريح الكناياتْ

هكذا أنتشي حين أتركُ ناصيةً للرواح ..

تحنُّ لقلب الفلاةْ

اسقني هل يلوحُ على التلِّ مُزْنُ القوافي،

و هل عاد سرْبُ اليماماتْ ؟