عن الحب مقام ثان

(1 )

في الحب وحده ، نغرق في مياهِ

قُبلةٍ طازجةٍ كأنها حُلم ؛

حيث يلتصق شفاهان

ويمتزج لعاب الرغبة ؛

لتندفق الشهوة في وعاءِ الروح!

(2 )

في الحب وحده ،

بعد كلِّ صلاةٍ مضنٍ في معبدِ الجسدِ

تتكأَ على أريكةٍ وثيرةٍ ،

بأنفاسٍ تعلو وتهبط بلا إنتظامٍ ،

تحدّق في روحِ الله!

(3 )

في الحب وحده ،

ليكن الجنس شهقةٌ في الروح

صرخةٌ ملحّةٌ للجسد ؛

مقبرةٌ وإنبعاثٌ ، في صراعٍ أزليٍّ

منذ فجيعةِ الخطيئةِ الثانية!

(4 )

في الحب وحده ،

المرأة متاهة خالصة لوجه الحياة

تيه أسمى في اللامعنى!

لتعرفَ الله ، فأنتَ بحاجة إلى معرفة المرأة

ولتعرفَ المرأة ينبغي أن تكون بلا عقل

أن لا تفكّر ، لا تحلل ، لا تفسّر أيّ شيء

فقط تنساق نحو العمق/الغرق

تنساق كأحمقٍ نحو حتفكَ!

(5 )

في الحب وحده ،

المرأة لغز لا متناهٍ

حرثٌ في بحرٍ ،

حيث الزرقة تحجب الرؤية

والأمواج تلسع مؤخرة السماء!

(6 )

في الحب وحده ،

المرأة خطأٌ قاتلٌ مقدسٌ كما الدين!

إذ في المرأة ثمة ما يغري بالموت

أكثر من الحياة!

(7 )

في الحب وحده ،

نقف وجهاً لوجه مع الموت ؛

حيث إصطراع الرغبة ،

عند حافةِ الروحِ وتخومِ الجسدِ!

(8 )

في الحب وحده ،

تظل الكلمة أكبر مِن الحب عينه

أصدق مِن جسدِ أمرأةٍ بكامل عُريه ؛

مِن ردفٍ مكتنزٍ

مِن نهدٍ ناتئٍ

و مِن حلمةٍ منتصبةٍ!

(9 )

في الحب وحده ،

تظل الكلمة أعمق مِن عناقٍ يحبس الأنفاس ،

ويصيب القلب بسهمِ الرعشةِ القاتلةِ

مِن صراخِ جسدٍ تحت وخزِ الشهوةِ

ألذّ مِن قُبلةٍ طازجةٍ!

(10 )

ذا الليل الحالك ، وذا أنا وحيدٌ في ظلمةِ المنافي

حيث الحياة نافذةٌ تطلُّ على الجحيم!

ههُنا بين أحضان المتوسط ، حيث الخراب يسيل

مِن خاصرةِ الوقت ، حيث البؤس نبيذٌ نرتشفه

صباح مساء ، نتوضأ به في حلكةِ الليل ؛

لتكن المرأة وردةٌ أو رصاصةٌ ،

لتكن إكسير حياة أو تعويذة موت ، لا يهم!