لست يد الله

(1 )

لستُ يد الله

لأسوقَ الجميع بهراوةِ الهداية!

وإنما حُلمٌ يتكسّر في مرآةِ الحقيقة

جسدٌ يتراءى في مرآةِ الروح!

(2 )

كما لستُ وردةً

على رصيفِ شارعٍ

يقبِّلها غبار المارة ،

يقطفها العشاّق في لحظاتِ سعادةٍ جذلى ؛

وإنما إرتعاشةٌ في ذاكرةِ المعنى

خنجرٌ في جدارِ القلبِ!

(3 )

لستُ كلمة الله

لأوهمَ الجميع بأبديةٍ مغشوشة!

لأخدرَ خراف الرب

بنبيذِ حياةٍ أخرى!

وإنما حقيقةٌ تتعرّى

على حبالِ غسيلِ الذاكرة ؛

كفجيعةٍ قاتلة!

(4 )

لستُ صوت الله

يخطف الأنفاس كموسيقى هادئة

وإنما سُعال عجوزٍ هرم

يمزّق أحشاء الليل

بكاءُ طفلٍ يلفظ أنفاسه الأخيرة

بمقصلةِ الجوع!

(5 )

لستُ لحظة صمتٍ

ترتّق ثقوب الروح ؛

وإنما صفير ريحٍ يزأر

على أبوابِ غرفٍ مهجورة!

مطرٌ يتكسّر على زجاجِ نافذةٍ

تقبع خلفها أرملة تمضغ الوحدة قطعةً قطعة!

(6)

كما لستُ تفاحة الله

لأضعَ آدم في إمتحانِ الغوايةِ

وإنما شهوةٌ تسيل مِن بين فخذيْ حواء طازجاً

إستجابةً لنداء الطبيعة!

(7 )

لستُ زخات مطرٍ

تقبِّل غصون الأشجار

وإنما دمعةٌ تنسكب مِن عينيْ ثكلى

حاراً كمناخٍ إستوائي!