موسيقى صاخبة كالفجيعة

(1 )

وحيداً في أخِر الليل ،

تجرُّ قدماكَ بفوضوية كئيبة

في شارعٍ مقفرٍ

مِن المارة

والسكارى

والشحّاذين!

(2 )

فالجميع الأن يحتلون مقاعد المقاهي

والحانات الكئيبة الرثة ،

يكرعون كؤس النبيذ الرخيص ،

ينفثون النراجيل ،

يسعلون بصورة مقززة تثير الشفقة ،

ويطلقون الشتائم كيفما إتفق!

(3 )

ها أنتَ وحيداً في سهوب الليل ،

تضمّد جرحكَ بموسيقى

صاخبة كالفجيعة!

(4 )

في هذا الليل العابس المكفهر ؛

إذ لا حبيبة تقاسمكَ

صقيع الليالي ،

ترتّق معكَ ثقوب الليل

الطافق في التمدد والإزدياد ،

لا قنينة خمر رخيص تشارككَ

وجع الليالي ومرارة الوحدة ،

ولا حتى ديوان شعر

مجنون مارق مفارق ،

يعبر بكَ وهاد الروح !

إذ لا شيء يضمّد جرحكَ

سوى الموسيقى!

(5 )

في الليل حيث يحترق القلب

بشمعداناتِ الذكرى

وتتكسّر في الروح جرة البؤس

الملآى مِن بحرِ المنفى ،

فتهرق دموع الحزن

ويراق دم المأساة ،

فتنتحر فيكَ البراءة

ويسودّ وجه العالم!