- Advertisement -

وسط جحيم الأنصاف

(1 )

حين ينتصف الليل ، فتلهب شمس

الوحدة ظهري بالسياطِ اللاهبة ؛

أصير بلا قدرة على التفكير ،

عفواً ، لا . ربما بذهنٍ مشوّشٍ

مِن رهقِ التفكير ، التأمّل ،

الجنون ، لستُ أدري!

وبلا قدرة على الحركة قيد أنملة

مكبّلٌ كتمثالٍ في ساحةٍ شعبيةٍ!

بل بلا قدرة حتى على الحياة!

(2 )

أزحف على جثةِ الوقتِ النافقة

كقرصِ شمسٍ بلونِ الدمِ

يتكسّر على جسدِ بحرٍ رائقٍ

في إستكانةِ المساء!

(3 )

ها أنذا المسحوق بأقدامِ النصفِ

في كلِّ شيءٍّ :

يسحقني نصف وطنٍ

ونصف منفى أيضاً

يسحقني نصف جسدٍ

ونصف حبيبةٍ أيضاً

(4 )

يطاردني نصف حياةٍ

ونصف موتٍ أيضاً

يطاردني نصف عقلٍ

ونصف جنونٍ أيضاً

(5 )

يطاردني نصفِ إنتصارٍ

ونصف هزيمةٍ أيضاً!

حتى في الشربِ ، في حاناتِ السُكرِ ؛

يطاردني نصف كأسٍ

ونصف سُكرٍ أيضاً!

العيش فظيعة جداً

وسط جحيم الأنصاف الذي لا يخبو ناره!

(6 )

ولكن أتدرون ما الجميل في ذلك النصف ؟

أن تعيش بنصفِ روحٍ

ونصف قلبٍ أيضاً!

أن تعيش بنصفِ ملاكٍ

ونصف شيطانٍ أيضاً!

لكن المؤسف جداً أنني لم أمتلك يوماً شيئاً

من هذه الأنصاف!

(7 )

في منتصفِ الليل أو في منتصفِ النهار ؛

لا أحاول سوى أن أكون ناقصاً في كلِّ شيءٍّ

أن أكون نصفاً لكلِّ شيءٍّ . نصفاً مِن كلِّ شيءٍّ

الكمال يخيفني جداً حدّ الفزع!

- Advertisement -

- Advertisement -

اترك تعليقا