أعلنت اليأس

أنا هالكٌ حتماً

فما الداعي إلى تأجيل

موتي

جسدي يشيخُ

ومثله لغتي وصوتي

ذهبَ الذين أحبهم

وفقدتُ أسئلتي

ووقتي

أنا سائرٌ وسط القبورِ

أفرُّ من صمتي

لصمتي.

* * *

أبكي

فتضحكُ من بكائي

دورُ العبادةِ والملاهي

وأمّدُ كفي للسماء

تقولُ : رفقاً يا إلهي

الخلقُ – كل الخلق

من بشرٍ ، ومن طيـرٍ

ومن شجرٍ

تكاثر حزنْهم

واليأسُ يأخذهم – صباحَ مساءَ –

من آهٍ ..لآه

* * *

حاولتُ ألاَّ أرتدي

يأسي

وأبدو مطمئناً

بين أعدائي وصحبي

لكنني لما رحلتُ

إلى دواخلهم

عرفتُ بأنهم مثلي

وأن اليأس ينهشُ

كل قلبِ .

أعلنتُ يأسي للجميع

وقلتُ إني لن اخبـي .

* * *

هذا زمان للتعاسة ِ

والكآبةْ .

لم يترك الشيطانُ فيهِ

مساحةً للضوء

أو وقتاً لتذكار المحبةِ

والصبابةْ .

أيامهُ مغبرّةُ

وسماؤُه مغبرّةُ

ورياحه السوداء

تعصف بالرؤؤس العاليات

وتزدري التاريخ

تهزأ بالكتابةْ.

* * *

أنا ليس لي وطنٌ

أفاخر باسمهِ

وأقول حين أراه:

فليحيا الوطنْ .

وطني هو الكلماتُ

والذكرى

وبعضٌ من مرارات الشجنْ

باعوه للمستثمرين وللصوص

وللحروبِ

ومشت على أشلائهِ

زمرُ المناصب والمذاهب

والفتن .

* * *

صنعاء …

يا بيتاً قديماً

ساكناً في الروح

يا تاريخنا المجروح

والمرسوم في وجه النوافذ

والحجارة

أخشى عليك من القريب

ودونما سببٍ

أخاف عليك منكِ

ومن صراعات الإمارةْ.