لا شيء في مكانه

(إلى العزيز الشاعر الكبير حسن عبدالوارث)

لم تعد السماءُ في مكانها

والأرضُ في مكانها

والشمسُ في مكانها

والبحرُ في مكانهِ

تغيَّرتْ ملامحُ الدنيا

تغيَّرتْ ملامحُ الحياةِ

والأشياءْ .

الليلُ

لم يعد هو الليل

النهارُ

لم يعد هو النهار

الضوءُ لم يعد هو الضوء

والظلامُ

لم يعد هو الظلامْ .

الأصدقاءُ

لم يعودوا مثلما كانوا

نجوماً تهتدي بها النجوم

والأعداءُ

لم يعد لديهم من فضائل الصبر

ولا أناقةِ اختيارِ الكلمات الجارحةْ .

لم يعد الفضاءُ في مكانهِ

ولم تعد تزرعهُ العصافيرُ

ولا الحمامْ .

صار خاوياً وموحشاً

كأنَّهُ جدارٌ مغلقٌ

لا تنفذُ الشمسُ اليهِ ..

لا تنفذُ الأنداءْ .

الناسُ

هذي الكتلةُ الكبرى

من الزحامْ

لم يعودوا يُبصرون بعضَهم

ولا طريقهم

لا خلفَ في قاموسهم

ولا أمامْ .

يا حسرتاه !

عينُ قلبي وحدها

تشهدُ ما جَنَتْهُ الحربُ

بالناسِ

وبالأشياءْ ،

ما حَلَّ بالمكانِ والزمانِ ،

ما حَلَّ بالتقارُبِ الحميمِ

بين الأرضِ

والسماءْ .