صديقتي

صديقتي، لم يبق، في عيوننا، بريقْ

لم يبق، في ضلوعنا، تلهّفٌ عميقْ

أقدامنا، تمضي بها جنازة الطريقْ

وتجهش الخطى، على رصيفنا العتيقْ

* * *

أنوقظ الثعبان، من جحوره

ننفخُ، في الطين بقية الشغفْ!؟

صديقتي، أظفارنا جائعةٌ

باحثةٌ .. عن كفنٍ، وعن جيفْ!!

* * *

على ثلوج الصمت، يزحف الظلامُ

عابس الجبين بارد القدمْ

ونحن، في ذهولنا العقيم غارقان

نمضغ الظنون، والسأمْ

* * *

أزهارنا، على دروب فجرنا

نغرسها، قصاصةٌ من الورقْ

ونوصد الأبواب ، في وجه الحياة

للهموم، والوجوم، والقلقْ

* * *

(…..)

ما زال بعض الجمر، في أعماقنا،

في دمنا، في نبضة الوريدْ

في قلب هذي الأرض ميلاد الحياة

للشموخ، للمدى البعيدْ

للفرح الأبيض، للإيقاع، للإنسان

يملأ الذرى، سعيدْ

* * *

صديقتي، ما زال، في عيوننا، بريقْ

ما زال، في ضلوعنا، تلهّفٌ عميقْ

فلنمض، في طريقنا، فترقص الطريق

* * *

قد ينهض الربيع، في دروبنا

تنتشر الدروب، طيب العبقْ

قد تسقط النجوم، في سلالنا

ونجمع الغيم، ونعصر الشفقْ

قد تكشف البحار، عن كنوزها

عن مجدها الدفين، راعشَ الألقْ

قد تهبط السماء، من عروشها

فنهدم الليل، ونغسل الغسقْ

* * *

صديقتي، قد ينهض الربيع، قد يفيقْ

ويرتمي الصبح، على شبّاكنا، غريقْ

ويستريح ظلنا، مبترداً، وريقْ

قد تمَّحي كلّ الحدود، عالماً طليقْ

وتركض اللحظات في حبورها الدفيقْ.