على مرفأ البوح

ألا يا رياحًا تهزُّ الشِّراعَ

وتنشر خوفًا على ذى اللُجُبْ

أما آن أن يستريحَ المعنَّى

ويرسو السَّفين فما يضطرب؟!

فأُرْخى الجفونَ رويدًا .. قليلاً

خفيفًا إلى ظلِّها أنسرِبْ

وأُسْكِنُ ما بين عينيكِ حُلْمٍىَ

تحت الجفونِ، وفوق الهُدُبْ

وألقِى على شطِّ هذا النُّهَيْرِ

وكوثرِ هذا الفؤادِ التَّعِبْ

بأوجاعِ أوهامِ آلامِ أيَّامِ

عُودٍ نحيلٍ رهيفٍ كَرِبْ

أرُودُ المساءَ المُكَحِّلَ هَذِى

الرُّمُوشَ، رفيهًا، سخيًّا، طَرِبْ

وأرْتَادُ حَانَ المباسم هذا

اللَمِىَّ اللَمِيسَ الأريجَ الرَّطبْ

أعاود أمسى وأهتكُ ما بينَ

قلبى وقلبِك كلَّ الحجب

أُفاتِشُ هذا الصَّفاء النَّقاءَ

العبيرَ الرَّبيعَ الجِنَانَ العَجَب

أيا ليْلتى .. مرفأُ الروحِ ليلَى

وفُسْحَتُها جمرَتُها اللَهَب

وخمْرَتُها .. مكمنُهاَ ومنْفَاىَ

بينً النُّجوم وفوقَ السُّحُب

أميرةُ هذا الفضاءِ الوسيعِ

وشَغْفَةُ هذا الفؤادِ اللَجِِب

إلى هدأة البوحِ أهفو،إلى

دوحةٍ من ظلالٍ، وطِيبِ الشُّرُب