هل أفتح النافذة

أخيراً …

يستقيم الساجدونَ

لسجدةٍ قادمةْ،

والتحياتُ للقادمينَ

فى دُكنة الليلِ،

أو فى طلَّة الفجَرِ

أو …

فى الرََّكعَةِ الفاصلةْ .

سأرتِّقُ الليلةَ صَدْرى،

وأغلقُ النافذةْ º

الطُّرْقُ مشنوقةٌ كُلُّها،

والحَناجرُ التى نَتَأ العَظْمُ فيها

تُدَشِّنُ للفجائِعِ شجْبَها،!

لا أفق فى الأفقِ …

البحرُ ساجٍ كليلة البارحة،

وآخر طلقة كانت تعربدُ فى الحلقِ

أحسبُها شاردة!

كأنه الصدرُ بيتُ المراسمِ الجنائزيةِ

والمتشحونَ بالسوادِ استقاموا

لليلةٍ قادمة .

فهل أفتح النافذة؟

وكلُّ صباحٍ

حين أنهضُ من كبوةٍ

تغتالُ حلمى

تكون على شفتىَّ

حباتُ عرقٍ متكلسة،

وآخر كلماتِ الليلةِ الفائتة،

وثمةَ ما يلجُ الحلقَ:

قهوةٌ فاترةٌ ..

طعمُ آخرِ رغبةٍ مهزومةٍ

وأولُ نَخْبٍ لسآمةٍ ماثلة .

أتَسَمَّع نشرةَ الأخبارِ

كالعادةِ

ناموا بلا هُدنةٍ

فى ربوع الرمادِ الكثيرْ

بواد غير ذى زرعٍ،

وأفئدةٌ من الناسِ تهوِى

عليها السلام

على حِصْرمِ الأرضِ

ترضعُ الرملةَ الناعمة

كالعادة ماتوا

بلا حربٍ ولا سلمٍ

والبومُ تَنْقُرُ فى الجثثِ الراعفة،

فهل أفتح النافذة؟

التباريحُ مفتوحةٌ

والجُرْفُ مُتَّسعِ هوير،

فهل أمضى إلى دمنةٍ

فى البعيدِ البعيدْ

كى أمزقَ صدرى عليها،

وأبكى جَراهمةً …؟

أدْمَتِ الريحُ أعينَهم

فاستراحوا إلى وهدةٍ

فى رمالِ الكثيبْ

أمةً للفصيلِ الهزيلْ ..

أمةً للجِمالِ التى …

مشيها وئيد!

فهل أبدأُ من لحظة الطعن ِ

أم من لحظة الظعنِ،

أم من لحظةٍ أُولى …

تصبُّ الدمعَ فى بدء القصيد؟!

ربما تلهيتُ

بعَدِّ الجِراحاتِ

أو دندناتِ السؤالات:

ماذا وكيف؟

ربما ارتحت …

فى حضن صبَِّارةٍ – فى الفلاة –

على شَكْلِ سيفْ!

سأرتبُ عندها صبرى،

وأعودُ

مثلما عادوا …

حسبَ الأصولِ أو حسبَ زيفْ:

القوسُ فى الرملِ

والسيفُ فى الرملِ

والرأس فى الرمل

وفى جعبتى ألفُ خوفْ!

ليس يجملُ فتح هَذِى النافذة .

لا صبحَ فى الصُّبحِ

رُزنامةُ الوقتِ ساقطة

وثمَّة ما يلجُ المَدَى:

صوتُ قاذفةٍ،

ورائحةٌ خائفة،

والقانطون فى الدرب استقاموا

لوصمةٍ قادمة .

فهل أفتح النافذة؟!