إذا اضطرم البرق اليماني في الدجى

إذا اضطرم البرقُ اليمانيُّ في الدجى

تَضَرَّمَ مرتاعُ الفُؤاد حَزينُهُ

وجَرَّد من غمد الدّجنّة ومضُه

شباً من حُسام أرْهَفَتّه قيونه

وأضمَر في طيّ الجوانح لوعةً

وسِرّ هوىً لكنّه لا يصونه

يعذّب هذا الوجد منه فؤاده

وما ذاك إلاَّ ما جَنَتْه عيونه

تذكَّرها يومَ الغميم منازلاً

فزادَ على ذكر الغُوَير جنونه

وهل تنكر الأطلال وقفة عارفٍ

تَوقَّفَ فيها شكُّه ويقينه

وهل ظنَّ أنَّ الدّمعَ يعقب راحة

من الوَجد حتَّى خيَّبته ظنونه

وفي الحيّ في الجرعاء جرعاءِ مالك

لواني غريمٌ ليس تقضى ديونه

أعينا عليلاً صاحبيَّ من الهوى

إذا لم يجد في صحبه من يعينه

إذا أنْتُما لم تُسْعِداني على الجفا

فما يُسعِدُ المشتاقَ إلاَّ أنينه

أُعلّلُ فيما لا يزاول علّةً

وفي القلب داءٌ لا يداوى كمينه