الله يعلم والأنام شهود

الله يَعْلَمُ والأنام شهودُ

أنَّ الَّذي فَقَد الورى لفريدُ

كانَ الإمام به الأئمة تقتدي

فَلَه الهدى ولغيره التقليد

ظلاًّ على الإسلام كانَ وجوده

حتَّى تقلّص ظِلُّه الممدود

فَلِفَقْده في كلِّ قلب لوعة

ولذكره في حمده ترديد

فزوال ذاك الطود بعد ثباته

ينبيك أنَّ الراسيات تبيد

هَيْهات يُرفَعُ للمدارس بعده

عَلَمٌ ويورقُ بالمكارم عود

سِمْط الفضائل والفواضل كلّها

نُثِرَتْ عليه من الدموع عقود

أسدٌ من الآساد يصرعه الرّدى

ومن الرِّجال بهائمٌ وأُسودُ

عجباً لمن ضاق الفضاءُ بعلمه

أنّى حَوَتْهُ من القبور لحود

وإذا الملائك بُشّرت بقدومه

فَعَلام تنتحب الرِّجال الصيد

لا جاز قَبرَك صَوبُ غادته الحيا

تسقي ثراك بصوبها وتزيد

وجُزيت خيراً بعدها عن أُمَّةٍ

علماؤها مما أفَدْتَ تفيد

فمقامك المحمودُ فوقَ مقامهم

وعلى الجميع لِواؤك المعقود

أظهَرْتَ بالآيات ما بظهورها

يُخفى النفاق ويُعلن التوحيد

وكشَفْتَ غامضَ ما تشابه فانجلَتْ

شُبَهٌ على وجه الحقيقة سود

يا أيُّها الثاوي بأكرم تُربَةٍ

تالله أَنْتَ الصارم المغمود

يا شدَّ ما دهم العراق بساعة

خشناء يُصدعُ عندها الجلمود

إذ حان حَينُ أبي الثناء وجاءه

بين الأكارم يومُه الموعود

ونعماه ناعيه وقال مؤَرِّخاً

قد مات ويك أبو الثنا محمود