عشت الزمان بخفض العيش منتصبا

عِشْتَ الزمان بخفض العيش منْتَصِباً

لا علَّةً تشتكي فيه ولا وَصَبا

والحمد لله شكراناً لنعمته

أقْضي به من حقوق الشكر ما وجبا

فاليوم ألبَسَك الرحمن عافيةً

تبقى ورَدَّ عليك الله ما سلبا

من بعد ما مرض برحٍ أصبتَ به

وكنتَ لاقيتَ مما تشتكي نصبا

وكم شربتَ دواءً كنتَ تكرَهُهُ

فكان عافيةً فيه لمن شربا

وقد ظهرتَ ظهورَ الصُّبح منبلجاً

فطالما كنتَ قبل اليوم محتجبا

تَفديك روحي وأمِّي في الورى وأبي

فإنَّما أنت خيرُ المنجيين أبا

لي فيك مولاي عن بدر الدجى عِوَضٌ

إن لاح بدر الدجى عني وإن غربا

يا بَدْرَ تِمٍّ بأٌفق المجد مطلعه

من قال إنَّك بَدْرُ التِمِّ ما كذبا

إن رُمْتُ منك مراماً نلت غايته

وإن طلبتُ منىً أدرَكْتُها طلبا

وإن هَزَزْتُك للجدوى هززتُ فتًى

أجني به الفضَّةَ البيضاء والذهبا

يا أكرمَ النَّاس في فضلٍ وفي كرمٍ

ومن رآك رأى من فضلك العجبا

لم يَدَّخِرْ في النَّدى مالاً ولا نشباً

إنَّ المكارم لا تُبقي له نشبا

هب لي رضاك وأتْحِفْني به كرماً

فأنت أكرمُ من أعطى ومن وهبا

ما زلتُ إن لم أجِدْ لي للغنى سبباً

وجدتَ لي أَنْتَ في نيل الغنى شببا

يَرِقُّ فيك ثنائي بالقريض كما

تنفَّسَتْ في رياض الحُزن ريحُ صَبا

والشعر يرتاح أن يُثنى عليك به

وإن دعاه سواكم للثناء أبى

فخراً أبا مصطفى في العيش صفوته

فقد تكدَّرَ عيشي فيك واضطربا

لما انقلبتَ كما نبغي بعافية

بنعمةِ الله قد أصْبَحَت منقلبا

وقلتُ يوم سروري يا مؤرِّخَه

يومٌ به البؤسُ عن سلمان قد ذهبا