مدحت ابن الفداغ نظمي

مَدَحْتُ ابنَ الفَدَّاغ نظمي

فخابَ في مَدْحِه النظامُ

وجئتهُ والنهار ولَّى

وكادَ أن يهجمَ الظَّلام

فساءهُ عندها مجيئي

كأَنَّما جاءهُ الحِمام

أقمتُ في دارِه طويلاً

فلا كلام ولا سلام

وضارَ عمداً يصُدُّ عنِّي

أهكذا تفعلُ الكرام

لمَّا رأيناهُ وهُوَ مُغضٍ

وما بدا منه لي ابتسام

مَزَّقْتُ إذ قمتُ صحف شعري

وسرَّني منهمُ القيام

ومن يكنْ وجههُ عَبوساً

عليَّ إكرامه حرام

ولا أرجّي ندى بخيلٍ

لوَ انَّ في كفِّه الغمام

فكان كالبحر وهو ملحٌ

لم يُرْوَ من مائه أوام

رأى لساني إذنْ كليلاً

وما دَرى أنَّه حسام

ولا أُداري ولا أُماري

وليسَ في ذمَّتي الأثام

فلا تلمني على فعالي

عليك في ذلك الملام