لا حلم اليوم

مَاذَا يُخَبِّئُ نَابُ الموْتِ في الوَادِي

سَهْمَ المنِيَّةِ أمْ أَشْرَاكَ صَيَّادِ؟

أَمْ ثَوْبَ نَائِحَةٍ ثَكْلَى يُشَارِكُهَا

حُزْنَ العَزَاءِ رَسُولُ الموْتِ وَالحادِي؟

أمْ صَوْتُ قَاطِرَةٍ لَمْ يَخْتَرِقْ أُذُناً

أصمها الموتُ عن برق وإرعادِ؟

أَمْ يجمَعُ الدَّهْرُ أَرْوَاحاً بِهِ اتحَدَتْ

لِيُلْحِقَ الحيَّ بِالأَمْوَاتِ في الوَادِي؟

أمْ أنَّ سَهْمَ رَدَى “الشَّرَّاطِ” مُشْتَرِطٌ

في مَنْ يُصِيبُ حَكِيماً لَيْسَ بالشَّادِي

تَزَيَّلَ النَّاسُ في مَرْمَاهُ فَاخْتَرَمَتْ

بِهِ المنَايَا خَيَارَ القَوْمِ في النَّادِي

إذَا امْتَطَى الموْتُ ظَهْرَ السَّهْمِ أَنَّ عَلَى

ظُلْمِ الوَرَى الوَتَرُ الدَّاعِي عَلَى العَادِي

يَبْكِي عَلَى السَّهْمِ/ لَمْ يَقْصِدْ، وَأَرْسَلَهُ

رُغْماً بحيثُ رَنَا قَوَّاسُهُ السَّادِي

رَمَى فَأَصْمَى.. وأَدْمَى قَبْلَ مَنْ سُفِكتْ

دِمَاؤُهُمْ وَطَناً أَوْلَى بِإِسْعَادِ

بِمَنْ سَيَفْتِكُ هَذَا السَّهْمُ بَعْدَهُمُ

وَمَنْ سَيَخْطِفُ مَوْتٌ رَائِحٌ غَادِي؟

الموتُ حَلَّ.. ورَأْيُ النَّاسِ مُخْتَلِفٌ

أَ صَادَهُ قَدَرٌ، أمْ فَخُّ مُصْطَادِ؟

كُلٌّ يَقُولُ… وَعَيْنُ الموتِ قَائِلَةٌ:

مَا كَانَ مُرْتَحِلاً مِنْ غَيْرِ مِيعَادِ!!

نَفْسِي الفِدَاءُ لِنَاءٍ عَزَّ نَائِلُهُ

لَوْ كَانَ يُرْجِعُهُ بِالإِفْتِدَا الفَادِي

مَضَى فَأَثْكَلَ أَخْلاَقاً وَأَفْئِدَةً

رَحِيلُهُ.. فَرَثَتْ مَعْرُوفَهُ البَادِي

حُمَّ القَضَا فَبَكَى مَنْ كَانَ في حَضَرٍ

فعَالَهُ، وَبَكَى أخْلاَقَهُ البَادِي

إنْ يَسْلُبِِ الموْتُ مِنَّا نَفْسَهُ فَلَقَدْ

أَبْقَى فَضَائِلَهُ في النَّاسِ كَالجادِي

أَوْ يَسْلُبِ الموتُ مِنْ أفْعَالِهِ سَبَباً

فَمَا تموتُ فَعَالٌ خَلْفَ أَمجَادِ

أرْدَاهُ مَنْ صَادَ.. كَيْ يَهْوِي.. فَزَادَ بِهَا

“بَاهَا” بَهَاءً، فَبَاهَى سَوْطَ جَلاَّدِ

أَفْضَى إِلَى اللهِ لَمَّا مَاتَ وَاحِدَةً

وَمَاتَ مِنْهَا مِرَاراً مُعْتَدٍ بادِي

سَيَّانِ: باحَ بِسِرِّ المعتدِي زمَنِي

أَوْ أقْبَرُواْ السِّرَّ حيناً باطِنَ الوادِي

سَيَبْتَنِي الرُّعْبُ في أحلامِ قاتِلِهِ

بيتا.. وينجِبُ فيهِ شَرَّ أولاَدِ!!

وَقَائِلٍ لِي: أَلاَ أَمْسِكْ، وَقَائِلَةٍ

وَمَنْ يُغَنِّي إذَا مَا أُخْرِسَ الشَّادِي؟

كَفَى بِشِعْرِيَ ذَمّاً أنْ يَقُولَ بِمَا

أُشِيعَ بَيْنَ الوَرَى مِنْ غَيْرِ إسْنَادِ

إنْ كُنْتَ تجبنُ أنْ تَرْتَابَ فِي نَبَأٍ

فَلَسْتُ أَمْتَارُ يَوْماً أَخْبَثَ الزَّادِ

فَفُزْ بِجُبْنِكَ إنْ أَنْجَاكَ مِنْ لَهَبٍ

يَسْعَى إِلَيْكَ… لَبِئْسَ الفَوْزُ وَالحَادِي!!

وَلَسْتَ أَقْرَبَ مِنْهُ اليَوْمَ مَنْزِلَةً

مِنِّي لِتَسْقِيَ جَمْرِي مَاءَ إِخْمَادِ

يَا أَيُّهَا الرَّاحِلُ المقتولُ ثَاكِلُهُ

بِفَقْدِهِ.. مَنْ سَيُطْفِي حَرَّ أكْبَادِ؟

إنْ لم ينلْ وطني ثأراً يكونُ بِهِ

لِلْمُعْتَدِينَ نَكَالٌ أنْجَبَ العَادِي

فَإِنْ يَكُنْ بِكَ كَفُّ البَأْسِ عَنْ وَطَنِي

فَمِنْ رَحِيلِكَ يحيا زَهْرُ إنْجَادِ

نَمْ هَانِئاً – لاَ هَنَتْ أَيَّامُ شَانِئِكُمْ

فَقَدْ زَرَعْتَ جَمِيلاً غَيْرَ نَفَّادِ

أَفْضَيْتَ للهِ مَرْضِيَّ الخِلاَلِ، وَقَدْ

شَدَدْتَ مَجْداً بِأَسْبَابٍ وَأَوْتَادِ

فَلْيَبْكِكَ الرَّأيُ – حُسْنُ الرَّأْيِ فِي زَمَنٍ

لاَ يَسْتَبينُ به الهاذِي مِنَ الهادِي

وَلْيَبْكِكَ الحِلْمُ قَدْ صَارَتْ مَنَابِعُهُ

غَوراً.. فَبَزَّ السَّوَاقِي بَعْدَ إمْدَادِ

لاَ يُنْجِبُ الدَّهْرُ صِنْواً لِلْحَلِيمِ إِذَا

أَرْدَاهُ إلاَّ عَلَى عُسْرٍ وَإِجْهَادِ

لاَ حِلْمَ بَعْدَكَ إلاَّ أَنْ يُرَى وَطَنِي

قَدْ أَغْمَدَ السَّيْفِ في السَّاعِي لإفْسَادِ